فهم النفسيات

إن معظم المشاكل التي تحدث بين الزوجين  ناجمة وبلا شك عن عدم فهم كل من الرجل والمرأة

لنفسية الآخر ولو لم نتداركها لرُبما  تعقدت الأمور وصعُبَ حلُُها وآلت حتماً إلى الطلاق لذلك كان

فهم النفسيات أمرٌ لابد من الإلمام به سواءً  في فهم النفسيات بين الزوجين أو بين أي رجل وامرأة داخل أي أسرة

لقد استفدت كثيراً من حديث الأستاذ : جاسم المطوع في فهم النفسيات  ، وآليتُ على

نفسي تقديمها لأخوتي ولأخواتي  هنا  ففيها حلولٌ كثيرة لما قد يحصل بين الزوجين من أمورٍ

قد لا يعلمان سببها .

فمن ضمن الأسرار لفهم النفسيات :

أولاً : الرجل يُحب أن يثبت نفسه بما يَنْتُج والمعنى : يالإنتاج والعمل والمشاريع

بينما المرأة تُحب أن تُثبت نفسها باعتمادها على الرجل .


ثانياً : الرجل يستخدم الجانب الأيسر من مخه ، ومن صفات هذا الجانب : التحليل ،

الترتيب ، القرارات ، التخطيط .


أما المرأة فستخدم الجانب الجانب الأيمن من المخ ومن صفات هذا الجانب : العاطفة ، الخيال ، الإبداع ، التناسق ، الذوق ، الأبعاد .


ثالثاً : أن الرجل ينظر للصورة بشكل كامل أما المرأة فتنظر إلى تفاصيلها .

مثال : المرأة عندما تتجمل لزوجها تريد أن يمدحها فتقول : ما رأيك في مظهري ؟

فيقول الزوج : لابأس به .

هذا يجعل الزوجة تغضب أتدرون لماذا ؟ لأنها تريد التفاصيل بأن يقول : لبسك

جميل ومكياجك أجمل حتى قصة شعرك وهكذا ( هي تُحب التفاصيل )


رابعاً : الرجل يحتاج إلى وقت أكثر حتى يجمع عواطفه ويخرجها ، بعكس المرأة

لما ذكرناه سابقاً لأن العاطفة تتبع الجزء الأيمن من المخ وهي عند المرأة أكثر .

ومع ذلك فالرجل يُعبر عن حُبه بالعمل

مثال : عندما يشتري الرجل  أثاث جديد للبيت ، أو عندما يُسافر هو وزوجته

للإستجمام ، أو حتى يُحضر ما ينقُص البيت من مؤونة  ،هذا كُله تعبيرٌ من الزوج

لمحبته لزوجته .

أما المرأة فهي تُعبر عن حُبها لزوجها بالكلام .


خامساً : الرجل مُهيأ لحل المشاكل ، فهو يسمع المشكلة  ثم يحللها ثم يتخذ القرار .

بخلاف المرأة فهي مُهياة للقيام بالأعمال .

فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل وليست تفاضل .


سادساً : الإختلاف الجسدي والعضوي بين الرجل والمرأة .

فالرجل ميزه الله ببنية جسمانية تساعده في الكدح والسعي لطلب الرزق .

بينما المرأة يعتريها ما يعتريها من حيض وحمل ووضع ونفاس وإرضاع

فلابد للزوج أن يفهم نفسيتها حتى يستطيع التعامل معها .

ولنا في رسول الله صلى الله وسلم أسوة حسنة

فعَنْ مَنْصُورٍ ابْنِ صَفِيَّةَ، أَنَّ أُمَّهُ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَّكِئُ

فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ‏.‏ . رواه البخاري

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، قَالَتْ كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ‏.‏ رواه البخاري

هذا باختصار شديد ما استطعت جمعه من شريط للأستاذ : جاسم المطوع قاضي الأحوال الشخصية في دولة الكويت

نقلته لكم  بتصرف وأرجو لكم  الفائدة


هاتفٌ من الليل أبكاني

هاتفٌ من الليل أبكاني

كانت المكالمة تقول :

دعواتك لها يا أخية فهي الآن ترقُدُ في غرفة الملاحظة

بعدها أغلقتُ الهاتف

سحابةُ حزنٍ علت وجهي لم أستطع إخفاءها

يا توأم روحي وبلسمُ جروحي

شعرتُ في تلك اللحظة أنني وحيدةٌ  في هذا العالم الفسيح

أنت مشعل دروبي

تعاهدنا أن نبقى سوياً على الطاعة مدى الحياة لا يفرقنا

سوى الموت

واليوم يا لليوم  أسمع خبراً أقض مضجعي وسالت لأجله

دموعي

وأنفاسٌ مضطربةٌ  وتخفق بهمسٍ ظنوني

تجمدت لها  الدماء في عروقي

ياآالله دعوتك أن تحفظها وتشفيها فأنت القادر على كل شيء

لعق الأصابع

ما أجمل أن نتلمس هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فيضيء لنا طريقنا في هذه الدنيا التي ما نحن فيها سوى عابري سبيل .

فنحيي سنته ونعلمها أبناءنا ، فينشئوا عليها ، ويتوارثونها حتى لا تندثر أو تكون طي النسيان .

ومن الآداب ، أدب جليل وسنة محمدية فريدة ، قلما نجد من يطبقها أو يذكر فيها .

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث قال : وقال ” إذا سقطت لقمة أحدكم ، فليمط عنها الأذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان” .

وأمر أن تسلت القصفة قال : ” فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة” رواه مسلم .(

– وفي رواية أخرى للحديث يرويها جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن
النبي
صلى الله عليه وسلم  : (إذا سقطت لقمة أحدكم ، فليأخذها فليحط ما كان بها من أذى ، وليأكلها ولا يدعهما للشيطان ، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة) رواه مسلم .

وقد أورد الحافظ النووي – رحمه الله – هذين الحديثين في بابين مختلفين من كتابه (رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين) .

الأول في باب (المحافظة على السنة وآدابها) وهو حديث أنس والثاني في باب (التواضع وخفض الجناح للمؤمنين) وهو حديث جابر .

وفي حديث أنس الذي نحن بصدده جملة من آداب الأكل والتي منها :

1- إن الإنسان إذا سقطت لقمته على الأرض فإنه لا يدعها ، لأن الشيطان يحضر للإنسان في جميع شئونه من أكل وشرب ، وجماع ، فإذا لم تسم الله عند الأكل شاركك في الأكل ، وصار يأكل معك ، ولهذا تنزع البركة من الطعام إذا لم يسم عليه ، وإذا سميت الله على الطعام ، ثم سقطت اللقمة ، يعني طاحت من يدك فإن الشيطان يأخذها ، ولكن لا يأخذها ونحن ننظر ، لأن هذا شيء غيبي لا نشاهده ولكننا علمناه بخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام يأخذها الشيطان فيأكلها ، وإن بقيت أمامنا حساً ، لكنه يأكلها غيباً ، هذه من الأمور الغيبية التي يجب أن نصدق بها .

لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم  دلنا على الخير فقال : (فليأخذها وليمط ما بها من أذى وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان) أي خذها وامط ما بها من أذى من تراب أو عيدان ، أو غير ذلك ثم كلها ولا تدعها للشيطان . ويكون الإنسان بفعله هذا قد حصل ثلاثة فوائد :

الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .

التواضع لله عز وجل .

حرمان الشيطان من أكلها .

2- أمره صلى الله عليه وسلم باسلات الصحن أو القصفة ، وهو الإناء الذي فيه الطعام ، فإذا انتهيت فاسلته ، بمعنى أن تتبع ما علق فيه من طعام بأصابعك وتلعقها .

قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله- : (هذا من السنة التي غفل عنها كثير من الناس مع الأسف حتى من طلبة العلم أيضاً ، إذا فرغوا من الأكل وجدت الجهة التي تليهم مازال الأكل باقياً فيها ، لا يلعقون الصحفة وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بين عليه الصلاة والسلام الحكمة من ذلك فقال : (فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) ، قد تكون البركة من هذا الطعام في هذا الذي سلته من القصعة ) .

3- ولعلنا نستخلصه من حديث جابر رضي الله عنه ، وهو مكمل للأدبين السابقين ألا وهو : لعق الأصابع قبل مسحها بالمنديل .

قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله- : ( قال الأطباء : إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم ، لأن هذه الأنامل فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم ، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما أمر به ، وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الناس لا يفهمون هذه السنة ، تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حوله كلها طعام ، تجده أيضاً يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه ، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمسح الإنسان يده بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ، ثم بعد ذلك يغسلها إذا شاء فيكون في لعق الأصابع فائدتين :

الأولى : فائدة شرعية :

وهي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .

الثانية : فائدة صحية طبية : وهي هذا الإفراز الذي يكون بعد الطعام يعين على الهضم .

والمؤمن لا يجعل همه فيما يتعلق بالصحة البدنية ، أهم شيء عند المؤمن هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ، لأن فيه صحة القلب ، وكلما كان الإنسان للرسول r اتبع كان إيمانه أقوى .

وفي هذا الحديث حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره فضيلة الشيخ وأنه إذا ذكر الحكم ذكر الحكمة منه ، لأن ذكر الحكمة مقروناً بالحكم يفيد فائدتين عظيمتين :

1 بيان سمو الشريعة ، وأنها شريفة مبنية على المصالح ، فما من شيء أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم إلا والمصلحة في وجوده ، وما من شيء نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا والمصلحة في عدمه .

2- زيادة اطمئنان النفس ، لأن الإنسان بشر قد يكون عنده إيمان وتسليم بما حكم الله به ورسوله ، لكن إذا ذكرت الحكمة ازداد إيماناً وازداد يقيناً ونشط على فعل المأمور أو ترك المحظور .