قول إحدى النظريات أن الأصدقاء يعملون كمزيل للتوتر والإجهاد ، مما يوفر لنا دعماً اجتماعياً ونفسياً وتعزز علاقات الصداقة بعض السلوكيات المفيدة للصحة ، مثل النوم الجيد والنشاط البدني.
ويشير العلماء أيضاً إلى حقيقة أننا مبرمجين بطبعنا للبحث عن الآخرين والتفاعل معهم ، لذلك عندما نقضي أوقاتاً طويلة بعيداً عن الآخرين فإن أجسامنا تنتج إشارات الحزن والقلق ، فالإنسان يكون ضعيفاً بصفته الفردية ، لذلك فإن العزلة الإجتماعية حالة يكمن فيها الخطر ، فعندما تشعر بالوحدة يستجيب جسمك بزيادة مستويات هرمون الكورتيزون ويضعك في حالة يقظة وحذر كأنك تواجه عدواً ، ومع استطالة فترات العزلة فإن مضاعفة كميات الكورتيزون يمكن أن تصيبنا بالضرر بزيادة احتمال إصابتنا بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وضغط الدمالعالي،ويؤدي ذلك أيضاً إلى إتلاف الخلايا مما يؤثر سلباً على الذاكرة والنوم .
وعندما تمتد علاقتنا بشخص لمدة طويلة من الزمن ، فإننا نتأثر بسلوكهم وانفعالاتهم العاطفية ويعمل دماغنا على ربط ذلك الشخص بالمشاعر الجيدة ويتفاعل معه وفقاً لذلك
ولهذا السبب ما إن تكون في حالة نفسية سيئة وتفكر بالإتصال بصديق ما أو زيارته أو تتبادل معه أطراف الحديث إلا وتشعر بتحسن حالتك النفسية ورفع روحك المعنوية .
وفي بحث أجري في جامعة أمريكية لمجموعة من الأشخاص وبعد قياس مستوى علاقاتهم الإجتماعية وارتباطاتهم بالآخرين ، ومن ثم تعريضهم لفيروس نزلة برد وجد أن الذين لديهم مستوى أقل من العلاقات الإجتماعية الحميمة كان احتمال إصابتهم بنزلة البرد أكبر بأربعة أضعاف من المجموعة الأخرى .