فاكهةُ الشتاء

فاكهة الشتاء هذه الأيام فمن منا لا يُشعل النار ويتلذذ بدفء السَمر ؟

لكن أردت أن أقف وإياكم على نشأة هذه النار قال الله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ

أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ * ) الواقعة 71 -73

قوله :  ( التي تورون ) أي توقدونها من قولهم : أورى النار إذا قدحها وأوقدها ، والمعنى : أفرأيتم

النار التي توقدونها من الشجر أأنتم أنشأتم شجرتها التي توقد منها ، أي أوجدتموها من العدم ؟

وقوله هنا ( أأنتم أنشأتم شجرتها ) أي الشجرة التي توقد منها كالمرخ والعفار ،

ومن أمثال العرب في كل شجر نار ، واستنجدالمرخ والعفار ، لأن المرخ والعفار

هما أكثر الشجر نصيباً في استخراج النار منهما ، يأخذون قضيباً من المرخ ويحكمون به عوداً من العفار فتخرج من بينهما النار .

وقوله : ( نحن جعلناها تذكرة ) أي تذكر الناس بها في دار الدنيا إذا أحسوا

شدة حرارتها . نار الآخرة التي هي أشد منها حراً لينزجروا عن الأعمال المقتضية لدخول النار ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم : أن حرارة

نار الآخرة مضاعفة على حرارة نار الدنيا سبعين مرة .

وقوله ( ومتاعاً للمقوين ) أي منفعة للنازلين بالقواء من الأرض ، وهو

الخلاء والفلاة التي ليس بها أحد ، وهم المسافرون ، لأنهم ينتفعون بالنار

انتفاعاً عظيماً في الإستدفاء بها والإستضاءة وإصلاح الزاد .

وخص الله المسافرين ، لأن نفع المسافر بها أعطم من غيره ، ولعل السبب

في ذلك لأن الدنيا كلها دار سفرٍ ، والعبد من حين ولد فهو مسافرٌ إلى ربه ؛فهذه

النار جعلها الله متاعاً للمسافرين في هذه الدار وتذكرةً لهم بدار القرار .

لكن تلك المنافع للنار تجعلنا لانستهين بها فنشعلها ليلاً ونتركها لأن النبي صلى الله عليه

وسلم نهى عن ذلك فقال :  ( لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون) رواه البخاري  .

وقال : ( إن هذه النار إنما هي عدوٌ لكم ، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم ) رواه البخاري  .

قال ابن حجر : ( قال القرطبي : [ في هذه الأحاديث أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيره وفيه نار فعليه أن يطفئها قبل نومه أو يفعل بها مايؤمن معه الإحتراق ، وكذا إن كان في البيت جماعة فإنه يتعين على بعضهم وأحقهم بذلك آخرهم نوماً ، فمن فرط في ذلك كان للسنة مخالفاً ولأدائها تاركاً  ] ).

دعوة

أرجوك ياقمر لا تنشر الخبر

فالدمع منهمر ، والهمُ منفرج .

هاهو البدر ينتابه  الكدر  ، اغتاله الضجر ، سلوانه الصبر .

أحاطت بي النجوم في حذر .

يسألنني المكنون لا مفر .

وهمومٌ وظنونٌ لازمتني كموجٍ هائج في بحر .

أطلقتُها .. كان المطرُ غزيراً والوقتُ سَحَر.

أطلقتُها .. وكلُ شيءٍ حولي  يدعُو للخطر .

طَرَقَتْ جميع الأبواب تُريدُ إيواءً ومبيتاً وسكينة

فقد أعياها السهر .

غُلِقت دونها السُبل إلا باب ربٍ كريم ، باب مليكٍ

مقتدر .

إنها دعوةٌ في ظهر الغيب أطلقتُها وقت السَحر .

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو  لأخيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ ‏”‏ ‏.‏

ممنوع الوقوف

في أحد ممرات المستشفى سحابة دخان كثيفة زادتني مرضاً إلى مرضي  كُتب بجانب المكان

( ممنوع التدخين )

في إحدى شوارع العاصمة الرياض زحامٌ شديد ولغطٌ وأصوات مرتفعة تشتٌم صاحب سيارة أو قف سيارته في

بقعةٍ فوقها لا فتة كُتب عليها ( ممنوع الوقوف )

بعض المخيمات خارج حدود العمران تجد بعض المناطق كُتب عليها ( منطقة

محمية ) والكُل ناصبٌ خيمته

ولا يريد أن  يتحرك سوى بالقوة . .

في بعض المدارس يُخالف الزي الرسمي وقد وزعت أوراقٌ تحذر بمعاقبة

المخالِفات .ولا حياة لمن تنادي

ممنوع الغش بالإمتحان

ممنوع الغياب دون عذر

ممنوع تناول الدواء إلا باستشارة الطبيب

ممنوع

ممنوع

ممنوع

هل قلة الوعي واللامبالاة هي سبب انتشار هذه الظاهرة

حتى بعض أطفالك عندما تقول له ممنوع  لا يكثرث لأنه سيفعله  حتى في الأمور التي تكون فيها مصلحته

ممنوع تسهر

ممنوع  تسافر

ممنوع تشاهد الأفلام الإباحية

هل نحنُ من جعلنا الممنوع مرغوباً  لدى الناشئة  باستخفافنا بكلمة ( ممنوع )؟

محبرة وقلم

لنْ أدعَهُ يُفلتْ من قبضتِي هذِه المرة ، فقد هجرتُه طويلاً ، وآثارُ الجفاءِ باديةً

على مُحياه .

أَمَا وقد طَرقَ الباب فقد عاوده الحنينُ بلا شك ، فهو مازال مُشرَئِباً ينظُرُ إلى العُلُو

إلى القمة .

تَعثرَ فأخْطَأَ وأخْفَق .

فنَهضَ يُقاوِمُ بضراوةٍ ليُحققَ الأملَ المنشُود .

ليُعِيدَ الحُلُمَ المنقُوش َعلى صدرِهِ مُنذُ الصِغر .

لا حَياة مع اليأس مــــــــــــادام في الرُوحِ رَمَق ، وفي النفسِ عَزمٌ وإصرَارٌ وهدف .

هذه الحكمةُ قالَهَا حبرُهُ المسكُوبُ بين الورق .

مع أنفاس الشتاء الباردة

مع أنفاس الشتاء الباردة ، وهبوب الرياح النديِة الماطرة ، نتحلق حول مدفأةٍ ، نحتسي خلالها فنجاناً من القهوة الساخنة ،ولا بأس بكوبٍ من الشاي أو الزنجبيل لنشعر بالدفء .

في ليالي الشتاء ، الأمطار تهطل بغزارة ، والرعد بصوته القوي ، يقطع سكون الليل ، وينعكس على زجاج النافذة ، وميض لبرق خاطف ، تدثرت بغطاءي ، وهممت أن أنام  ،ولكن  جال في خاطري من ينامون في العراء ، بلا طعام وبلا كساء ، يفترشون الأرض ، ويأكلون أوراق الشجر ، لا يجد الفرد منهم كسرة خبزٍ ، ولا مذقة لبن  ، ولا شربة ماء .

حالهم في فصل الشتاء يرثى له أتعلم لماذا؟

لأن البرد كالعدو الذي يريد أن يهجم عليهم ، فيستأصلهم من الأرض .  وآخرون فقدوا من يعولهم ، فشعروا ببرود عام لا أم ولا أب يسأل عنهم ، يعتني بهم ، يكفكف دموعهم ، يحتضن آلامهم ، يحقق آمالهم .

هم أيتام بحاجةٍ إلى دفء مشاعرنا ، صدق محبتنا ، قربنا منهم .   هؤلاء وهؤلاء الكُلُ بحاجةٍ إلى دفءٍ من نوعٍ آخر .

وقفة :

كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية : ( إن الشتاء قد حضر فتأهبوا له ، فإن البرد عدوٌ سريعٌ دخوله ، بعيدٌ خروجه ) .