طفلةٌ يتيمة

سمعتها تقول لطفلةٍ من أقرانها  وبلهجتها  :

ميخالف يصير أبوكم هو أبونا !!

هكذا قالتها بعفوية  الأطفال

يا لهذه الطفلة اليتيمة هزت  مشاعري بكلماتها البسيطة

رجف قلبي وانتفض كعصفور مبلل في ليلة مطيرة

يااااااااه

قلتُها بحسرة  أي جرحٍ تحملينه  يا صغيرة

الله يا عزيزتي

تكفل برزقك فلا تبقي حزينة

لن تعُدمي الحياة وفيها من يمد يده بعطاياه  الكريمة

كرسي المدير

شكراً يا سعادة المدير

يا من لم يكن له من اسمه نصيب

شكراً من الأعماق أن حملتك الأكتاف فتبوأت منزلةً

لا تستحقها مع وافر التقدير والتبجيل

شكراً  لا تفي لشخصك الكريم

قلب ينزف

عندما تغفُو أحلامُنا على شفير قبرٍ وتنُوح

وتتضاءل أما نينا وتبُوح

وشُقوقٌ مُرقَعةٌ ملئ بالجُرُوح

وجدرانٌ مُبطنة بالهموم

وقلبٌ ينزِف من هولِ ما جرى ، والدمُ تجمد في العروق

ونفسٌ شريفةٌ تأبى الهوان أو الخُنُوع

تنظُرُ إلى مستقبلٍ بعِيدٍ ومجهُول

بذرةٌ صالحةٌ

فاكتُب لها ياربِ السعادة والحُبُور

كُن كالسحابِ عُلُواً ونقاءً

قال ابن القيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة :

تأمل خلق السماء وارجع البصر فيها كرة بعد كرة ، كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسِعتِها وقرارها .

ثم تأمل استواءها واعتدالها فلا صدع فيها ولا فطر ولا شق ولا أَمْتَ

فيها ولا عِوج .

ثم تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو أحسن الألوان وأشدها موافقة للبصر وتقوية له ، حتى إن من أصابه شيءٌ أضر ببصره يؤمر

بإدمان النظر إلى الخضرة وما قرب منها إلى السواد ، وقال الأطباء :

إن من كل بصره فإنه من دوائه أن يديم الإطلاع إلى إجانةٍ مملؤة ماءً .

فتأمل كيف جعل أديم السماء بهذا اللون ليُمسِك الأبصار المُتَقَلِبة فيه

ولا يُنكأ فيها بطول مُباشرتِها له .