غرفة الانتظار ووجع الضرس !!


المستشفى تدخله بعد أن يهدك المرض وتُصبح بين خوف ورجاء

مجرد الدخول له ووضع رجلك على أعتابه أحياناً تود أن ترجع من حيث أتيت

هناك من يشعر أنه شُفي بمجرد أن يستنشق عبق المطهرات بين ممراته

وهُناك من تتدهور صحته في استراحة المرضى وهو يسمع بالشكاوى والآلام تُحكى وتُسرد هنا وهناك

ناهيك عن حالات الوفاة التي قد تسُد أُذنيك عنها حتى لا تضطر للعودة للمنزل بعد أن يُنادى على اسمك للكشف


وبعيداً عن غرفة الكشف لغرفة الانتظار التي جلست فيها اليوم

الوجوم يسود المكان .. والوجوه متجهمة لا أعلم لِمَ ؟

تذكرتُ متأخراً أنني في عيادة خاصة بالأسنان وكُلٌ واضعٌ باطِنَ كفه يَلُمُ أو يخفي جزءاً من وجهه

كُنتُ أريدُ أن أفتح مع من حولي أي حوار ليمضي الوقت

لكني استحييت فعلى ما يبدو أنني أصغرهن سناً

وأنهن يتألمن فعلاً هكذا أقرأ لغة عيونهن من خلف النقاب !

أخيراً أقول : وجع الأسنان لا يتحمله

الإنسان لذلك ضُرب به المثل المشهور : ( فلا وجع إلا وجع الضرس )

بقي أن أُودِعكُم


:1

الأربعاء 12 ذو القعدة 1431ه

مزكُوم !

عيناه تدمعان وأنفه متورم

يداه ترتعشان وتوازنه مضطرب

حلقه محتقن وسعاله لا ينقطع

نفسُه يعلو ويهبط ، وحُمىً لا تنفك عنه  !

مع سكون الليل تميز صوته بوضوح  ، وخطواته تبدو بشكل مسموع !

هذه حالة إنسان مزكُوم محمُوم مُصاب بالانفلونزا

لاسيما وفصل الخريف يشهد تغيراً ملموساً في الجو وتكثر فيه الأمراض .


ولقد حدث ابن القيم ـ رحمه الله ـ عن نفسه في كتابه ((شفاء العليل)) أنه أحصى ما للأمراض من فوائد وحكم، فزادت على مائة فائدة، وقال أيضا: ((انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض، أمر لا يحس به إلا من فيه حياة، فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها)). انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ.

همسة :

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم  على أم السائب  فقال: ما لك يا أم السائب ، تزفزفين؟ قالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: ((لا تسبى الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد)).

رواه مسلم

:11:

الخميس 6 ذو القعدة 1431ه

*.. كَـــــــَانَ يـومَ كُنتُ .. *

بسم الله الرحمن الرحيم

((علي الطنطاوي كانَ يومَ كُنتُ صناعة الفقه والأدب ))

كتاب رائع جداً وهي رسالة ما جستير مقدمة من الأستاذ أحمد بن علي آل مريع المحاضر بقسم اللغة العربية ، بكلية المعلمين بأبها

وهو من إصدارات العبيكان الطبعة الثانية 1430ه ويبلغ عدد صفخاته  756من القطع الكبير

وهي دراسة منهجية علمية موضوعية استحق أن ينال بها الباحث الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية اللغة العربية  بجامعة أم القرى بمكة المكرمة .

هذا الكتاب سلط الضوء على الجوانب الفنية لكتاب ذكريات علي الطنطاوي – رحمه الله – .

وقد أجاد الباحث في تلمس الجوانب الفنية في الذكريات بأسلوبٍ أخاذ .

إنك عندما تقرأ هذا الكتاب فستقتني الذكريات مباشرة ،

وهذا ما حدث معي بالفعل فقد حصلتُ عليها بعدما أنهيتُ قراءة هذا الكتاب المليء بالاستشهادات من كتاب الذكريات

الواقع في ثمان مجلدات وهو من إصدار دار المنارة .

كتاب نفذت طبعته الأولى في عام واحد وهذا دليل واضح على تميزه ، كما لفت نظري تحليل الباحث لبعض الجوانب البلاغية والفنية في نصوص الطنطاوي ، حتى أنه يساعدك في جوانب النقد والتحليل للنصوص الأدبية عامة .

فرحم الله فقيه الأدباء، وجزى الله خيراً الأستاذ أحمد على هذا البحث الذي استفدت منه شخصياً رغم طوله ، كما أتمنى من الباحثين أن يحذوا حذوه فيما يتعلق بالرسائل العلمية التي أصبحت تُزين رفوف المكتبات الجامعية دون أن تخرج إلى النور فيستفيد منها الناس .

أخيراً .. أرجو أن أكُون أعطيتُ القارئ شيئاً ولو يسيراً عن محتوى هذا الكتاب الرائع ، كما آمُل أن يقتنيه كل مهتم بالأدب ومُحبٍ للشيخ علي الطنطاوي  – رحمه الله – .

الثلاثاء 4 ذو القعدة 1431ه

:1

مكُتوبٌ ومُقدَر :(

هل عندما أصوم عن الطعام والكلام سأمنع شيئاً قد كتبه الله لك

من قبل أن نخلق أنا و أنت ؟

لم أستطع إغلاق عيني البارحة من التفكير في أمرك ومالذي سيؤول إليه وضعك الصحي

الأخطاء الطبية تلوح أمامي كشبحٍ يريد ابتلاع فرص نجاتك

لكني مؤمنة بالله وبأنه الشافي سبحانه

وأن المؤمن يبتلى فيصبر فيرفع الله من درجته في الدارين

وبأن الدعاء يرد القضاء  فسأدعو  لك .. وأدعو .. وأدعو .. حتى يكشف الله ما بك

أظن أنني زدت في جرعة الفضفضة الصامتة المكتوبة هنا

شفا الله كل مريض وألبسه لباس الصحة و العافية


السبت 1 ذو القعدة 1431ه