علي العزازي وتميزٌ بلا حدود
حوار : أمل بنت عبدالله
في عالم التقنية الفسيح كان طمُوحاً
من المجدِ وإلى المجد سار
ُمعداً ومُقدما وإعلامياً لفتَ الأنظار
بتألُقه المعهود أبدع وأجاد ..
هذه بعضُ سماته فدعوه يحدثكم بنفسه عن نفسه
• من هو علي العزازي ؟
لا أدري من أي زاوية تودون إلقاء نظرة على صاحب هذا الاسم، لكني..
– مهنياً: معد ومقدم برامج تلفزيونية على قناة المجد الفضائية، وقبلها عملت في تدريس مادتي الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، ثم في إدارة مواقع الإنترنت، ثم في إخراج الجرافيك والهوية الفنية لدى العربية وmbc، وبين هذه المحطات كانت لي محطات مهنية أخرى، وكان لكل منها على تنوعها الغريب دور أساسي في تشكيل شخصيتي الإعلامية الحالية.
– أكاديمياً: درست الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمدينة الرياض، ثم سافرت وتخرجت من جامعة الإسكندرية كلية التربية تخصص اتصالات وإلكترونيات، وفي تلك المدينة الساحرة ولدت، وأحضر حالياً ماجستير الإعلام من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، كما حصلت على تدريب مكثف في مجالات تلفزيونية مختلفة من قناة الجزيرة (كمنحة) وكذا من مركزها التدريبي.
– اجتماعياً: إن كان ذلك يهمكم؛ فأنا متزوج وعندي من الأبناء رزان وروان وفراس، وأعيش بمدينة الرياض، وتاريخ ميلادي (للهدايا) هو 8/11/1976م.
• الانطلاقة نحو العالم التقني متى بدأت .. ومن كان له الفضل بعد الله في توجهكم لهذا المجال ؟
إن كانت التقنية تعني هنا “حاسب آلي” كما أتوقع فإن اهتمامي به بدأ منذ طفولتي وبدايات المرحلة الابتدائية.. عندما اشترى لنا والدي رحمه الله أول حاسب آلي شخصي في المنطقة -أو هكذا اعتقدت حينها لأني رأيت هذا الشيء لأول مرة- وكانت الألعاب وبرامج الرسم هي ما يجذبني، وهذا ما قادني لاحقاً لاختياره كتخصص جامعي، ثم تدريسه، ثم الخروج من التدريس إلى مهام أخرى كان الحاسب والإنترنت سببها والقاسم المشترك بينها.
• تعدد المحطات الفضائية التي عملت فيها ماذا أضافت لك ؟
كل المحطات الفضائية الأربع التي توقفت عندها وعملت بها بنت بداخلي شيئا، فمن ما اكتسبته من “العربية” الكثير من المهنية، ومن mbc الكثير من الإبداع، ومع “الجزيرة” دخلت إلى عالم التقديم والإنتاج التلفزيوني الاحترافي وأكسبتني الكثير من الثقة بنفسي كصحفي ومذيع، أما المجد فهي القناة التي سحبتني إلى هذا العالم ابتداء.. ثم لم تستحوذ حتى الآن قناة أخرى على قلبي مثلها.
• التميز والإبداع… كيف استطاع علي العزازي الوصول إليها؟ ومن أي بوابة دلف إليها ؟ لا سيما وقد طرقتم مجالات عدة فمن مهنة التدريس للتصميم والجرافيك ومن ثم شاشة الإعلام المرئي .
العمل الذي لا يختبر إبداعي ولا يتحدى تميزي لا أقترب منه، وهذا يرهقني في حياتي كثيراً، لكني مؤمن بأن “الأجر على قدر المشقة” وأعتقد أن هذا “الأجر” ديني ودنيوي كذلك.
تسألني عن الإبداع وكيف وصلت إليه.. وعموما الإبداع مسألة نسبية وذوقية، لكن في حال اعتبرتني من ضمن المبدعين فإن سبب ذلك يعود إلى بذور غرسها الله بداخلي، وعندما اكتشفتها منذ صغري سقيتها بماء التعلم والتدرب والتطوير، ولازلت..
أما التميز فأنا أسعى لتحقيقه من خلال خماسية: التأني – التخطيط – التركيز – إدراك حدودي – استحضار أهدافي.
وفي كلا الحالتين أبتهل إلى الله دوما بأن يحالفني التوفيق، ثم أبحث عن أفضل فريق.
• برزت من خلال برنامج حياة تك في قناة المجد الفضائية، ما سبب اختيارك لهذا النوع من البرامج بالتحديد وهل للتخصص دور في ذلك ؟
اخترت إعداد وتقديم حياة تك لسببين:
– اكتشافي بأن موضوعه (وهو التقنية) يشكل فقراً بل وثغرة كبيرة في سماء إعلامنا الهادف، رغم أن التقنية بوابة من بوابات الرقي والرفعة لأي أمة.
– الميول الشخصية عندي والخلفية المعرفية والمهارة الإعلامية التي تشفع لي بأن أكون جندياً في هذا الميدان، وهذه هي القوة التي أُعدها ما استطعت، مستحضراً قوله عز وجل: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.. “.
• وما هو أول برنامج إعلامي ظهرت من خلاله للجمهور ؟
برنامج المستكشف، المتخصص في الإنترنت تحديداً، وكنت حينها أقدمه مع زميلي العزيز فهد الفهيد.
لكنني أضحك على نفسي كلما شاهدتني الآن أقدمه، بالفعل كان ينقصني الكثير، لكن العبرة بجمال النهاية وليس بنقص البداية.
وخلال دوراتي التدريبية التي أقدمها أستشهد به “قبل” وبحياة تك “بعد”، حتى أعطي دفعة لزملائي المستجدين بأني كما تغيرت تماماً يمكنهم كذلك.
وأتمنى أن أضع صورتي في حياة تك يوماً ما “قبل” وفي برنامج آخر قادم “بعد” بحيث أكون فيه أفضل بشكل لا يقارن.
• ما أثر تعلم اللغة في حياتك ؟ وهل تنصح الشباب بتعلمها ؟
إن كنت تقصدين اللغة الإنجليزية.. فالحق والله أعلم أني بدونها لم أكن في هذا المكان، فبها استزدت وأستزيد علوما ومهارات وعلاقات ووظائف لم أكن لأكسبها بعد فضل الله بدون اللغة الإنجليزية.
• وادي السيليكون برنامج شاهدناه يعرض من الولايات المتحدة الأمريكية هل كان هذا أول برنامج يعرض لك خارج الوطن العربي ؟ وما مدى الخبرة التي استفدتها من عرضه هناك ؟
لم يكن الأول خارج العالم العربي، فقبله قدمت الجزء الأول من برنامجي الوثائقي “جنان” وكان في ماليزيا.
وبالتأكيد أضاف لي فيلم “وادي السيليكون” الكثير من الخبرات التي تنقصني، ابتداء من مرحلة تنسيق تصويره من مدينة الرياض مع أكبر شركات التقنية العالمية، ومروراً بمرحلة تصويره في الولايات المتحدة واحتكاكي بأصحاب المهارات العالية والمناصب الرفيعة والمواقف العجيبة، وليس انتهاء بكتابة سيناريو الفيلم وإخراجه.
• خضتم مجال البرامج الوثائقية من خلال برنامج جنان .. ما مدى تأثير هذه التجربة على حياتكم العملية ؟
برأيي أن الفيلم الوثائقي بالنسبة للإعلام التلفزيوني هو الأرقى في مضمونه والأصعب في إنتاجه والأغلى في تكلفته والأقوى في تأثيره.
وبالتالي فقد منحتني هذه التجربة مزيداً من الصقل والرقي في مهاراتي الإعلامية والإبداعية.
لكني أؤكد على أني لم أدخل هذا المجال لمجرد أني أهواه، فقد أتبعت هذا الهوى ومزجته بالاستعداد الأكاديمي وبالتجربة الميدانية.
• الشاشة لك برنامج أبهرتم فيه المشاهدين .. وعرض على قناة المجد الفضائية العام المنصرم حدثنا عن أصداء هذا البرنامج ومدى تفاعل المشاهدين معه؟ وعن نسخته الثانية لهذا العام وفي رمضان 1431 هـ
إن كان المشاهد قد انبهر ببرنامج الشاشة لك فقد انبهرت أنا وفريقي وقناتي بها المشاهد الذين أثبت أنه أكثر إبداعاً واحترافاً وطرافة مما يعتقده معظم الناس.
كنت أحلم بأن يصل للبرنامج 100 مشاركة.. فتخطى عدد المشاركات 1300 مشاركة تنوعت بين فيلم قصير ومقطع مثير من تصوير وإنتاج المشاهدين أنفسهم.
وكنت أحلم أن ترد إلى البرنامج مقاطع كتلك التي أشاهدها في يوتيوب وألهمتني بفكرة البرنامج، لكني عندما أشاهد الإبداعات التي وصلت للبرنامج وتلك التي عرضناها على شاشته.. أستصغر تلك التي كانت يوماً ما حلماً وملهمة لي.
وأنا مؤمن بأن الموسم الثاني سيكون أكثر إمتاعاً وإبداعاً بإذن الله، وأن المشاهد الذي فاجئنا بإبداعه في الموسم الأول سيضاعف مفاجأته لنا في الموسم الثاني.
• رفضت الكثير من العروض المقدمة من فضائيات كثيرة وفضلت البقاء في قناة المجد ما السبب ؟
لأني أحب المجد بما فيها؛ أهدافها وجمهورها والعاملين تحت مظلتها، وأنا يحركني الحب أكثر مما تحركني الأرقام والشهرة، ولو كان هدفي مزيداً منها لربما كنت الآن منغمساً فيها.. بلا هدف ممدوح ولا أثر محمود.
• شهر رمضان تتنافس فيه الفضائيات لعرض ما لديها ما توجيهك لأرباب القنوات وللمشاهدين في هذا الشهر الكريم ؟
أعجب لحال كثير من قنواتنا العربية كيف تستقبل شهر رمضان المبارك! فمثلها كمثل من يستقبل ضيفاً عزيزاً وقوراً وجيهاً.. بالاستهتار واللهو والرقص.
من يا ترى يرضيه ذلك؟
أقلها ألا نشارك نحن كمشاهدين في هذه المهزلة، فما أجملك يا رمضان بلا تلفاز، أو بتلفاز محترم هادف.
• كلمة أخيرة تختم بها
الإعلامي التلفزيوني المتألق له بريق.. وهذا يعني أنه قد يُشعّ نوراً أو يُشعل ناراً.
والذي أتمناه ممن يراني أو يقرأ كلماتي هذه أن يُهديني دعوة منه بأن أكون ممن يضيء النور، وأن يصرف عني وعنكم شرر وشرّ هذا الوسيلة.
هنا رابط اللقاء في أجيال :
http://ajyaal.ma3ali.net/articles-action-show-id-613.htm