الغرباء أُناسٌ بُسطاء
أمتِعَنُهم يحملونها على ظهورهم
أفراحهم
أنراحهم
شجونهم
ذكرياتهم
لا أحد يعرفهم فيستقصي ، أو يسأل عنهم .
لا أحد يفقدهم !
وهم ومع ذلك يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .
يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة:
( وتأمل منفعة الريح ومايجري له في البر والبحر وما هُيئت له من الرحمة والعذاب وتأمل كم سخر للسحاب من ريح حتى أمطر؛ فسُخرت له المُثيرة أولاً بين السماء والأرض ، ثم سخرت له الحاملة التي تحمله على متنها كالجمل الذي يحمل الراوية ، ثم سُخرت له المؤلفة فتؤلف بين كسَفِهِ وقِطَعِهِ حتى يجتمع بعضها إلى بعض فتصير طبقاً واحداً، ثم سُخرت له اللاقحة وهي بمنزلة الذكر الذي يلقح الأنثى فتلقحه ولولاها لكان جهاماً لا ماء فيه ، ثم سُخرت له المُزجية التي تزجيه وتسوقه إلى حيث أُمر فيفرغ ماؤه هنالك ، ثم سخرت له بعد ذلك المفرقة التي تبثه وتفرقه في الجو فلا ينزل مجتمعاً ، ولو نزل جملة لأهلك المساكن والحيوان والنبات ، بل تفرقه وتجعله قطرا) .