ليت العيد يرجع كسالف عهده ، حيث البساطة في كلِ شيء .
فالإجتماع يكون بمنزل كبير العائلة كجد أو عم أو خال ، ويأتي الأقارب ويعايدون بعضهم ، بعد صلاة العيد مباشرة ،
لايتخلف منهم أحد ، حتى من كان في منطقة أخرى ، يأتي ويحرص على الحضور . والنساء يرتدين الجديد المحتشم ، ويصبغن بالحناء أيديهن ، ويعددن طعام العيد ، وكل بيت يخرج بطعامه ، فيلتم الكبير والصغير ، الغني والفقير ، الكل فرح بالعيد ،حتى الأطفال يفرحون بالحلوى ، وببعض الريالات ، التي كان يجود بها من كان
موسراً في ذلك الوقت .
أما الآن والله المستعان ، فالعيد أصبح ضرباً من الرسمية ، فالكلُ يدفع ثمناً معيناً ، حتى تستأجر استراحة ،
أو صالة يجتمعون فيها للعيد ، وبعد صلاة الظهر يجتمع الأقارب ، وعند البعض بعد صلاة العشاء .
فيتخلف الكثيرون فهذا نائم ، وآخر بالكاد يوصل زوجته إلى أهلها .
أما الأطفال فيذهب الصباح وهم نائمون ، ولايشعرون بالعيد إلا بأصوات المفرقعات ، فالبعض لايحرص على أخذ أبناءه
معه لصلاة العيد ، لكن يحرص على مشاهدته للألعاب النارية ليلاً .
أما الحلوى فقد أصبحت مجال تنافس ، وقد لاحظتها بنفسي ، فالكل يشتري بأغلى الأثمان ،حتى أنَ سعر علب هدايا العيد وهي فارغة ، تختلف عن سعر الشوكلاته ، وبعد هذا كله تمتلئ بها الأماكن ،لأن كثرتها سببت للطفل تشبعاً ، ولقد لفت نظري علبة شوكلاته في مكان لبيع الحلويات الراقية ب5000 آلاف وأحدها ب2000 . ماكل هذا ( إنه الترف الذي نعيشه ) والعياذ بالله .
أما النساء ولباسهن في العيد هذه الأيام ، فحدث ولاحرج .
أهذا هو شكر النعمة بإكمال العدَة ؟ (وأستثني من كلامي من حباها الله الستر ) لم يصبح لبس الجديد هو الهم ، بل أصبح لبس العاري ،والشفاف والقصير الذي لايستر ، والبنطال الضيق هو الأهم . استغفرك يآالله أين ذهبت عقولهن ، أين القوامة ( بكسر القاف ) من الرجل الذي أصبح لاينكر على أهله في أمر اللِباس . أناشدكم : من أذهب طعم العيد ؟ من أفسد صفو العيد ؟ نحن وبأيدينا .