عقربٌ تنقذُ مخموراً من مَوتٍ مُحقَق !!

إن من رحمة الله تعالى بعباده حفظه لهم في كل الأحوال
وقد ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( احفظ الله يحفظك )
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم :
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان‏:‏
أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال الله عز وجل ‏
{‏له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله‏}‏ الرعد‏.‏
قال ابن عباس : (هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه )
وقال مجاهد : ( ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئًا أذن الله فيه فيصيبه ) ‏.‏
وقال ابن المنكدر : ( إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر ومتى كان العبد مشتغلًا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال‏ ) .‏

النوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان‏.‏

وقد لفت نظري قصة عجيبة ومؤثرة تدل على حفظ الله للعبد حتى وهو يعصيه تأملوها بارك الله فيكم وقفوا عندها :

انتهى أحد الصالحين من صلاة الفجر في المسجد ..وإذا به يرى منظرا عجيبا
…رأى ضفدعا قد جاءت إلى جانب النهر .. وجاء عقرب فركب على ظهرها
..ثم عامت به في النهر حتى أوصلته إلى الجانب الآخر فنزل من ظهرها
..وتوجه إلى رجل مخمور مستلق على ظهره لا يدري أين هو ولا أين ينام
وإذا بحية تأتي بجانبه وكادت أن تلدغه ولكن العقرب جاء فلدغ الحية .. وماتت الحية
ثم عاد العقرب وإذا بالضفدع تنتظره هناك فركب على ظهرها وعامت
.. به حتى أوصلته إلى الجانب الآخر
تعجب الرجل من ذلك المنظر العجيب وأتجه إلى ذلك الرجل المخمور
.. ليوقضه .. قم يا هذا
فأنتبه مذعورا وهو يسأل : ما هذا .؟ ما لذي جرى ؟
.قال أنظر إلى جانبك .. فنظر فرأى الحية ميته
فقص له ذلك الرجل القصة .. وقال له
أنظر أنت تعصى الله .. وهو يرحمك ويحميك
.. فبكى المخمور بكاء كثيرا
وقال : أعصيه ويرحمني .. أعصيه ويحميني .. وتاب من ساعته

همسة أخيرة
كان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله فوثب
يومًا وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال هذه جوارح
حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر

بقلم : أمل بنت عبدالله

ابتسم للحياة

ابتسم لأن الإبتسامة تجعلك أكثر إشراقاً وجمالاً ،

ولأن ابتسامتك في وجه أخيك صدقة .

ابتسم للحياة وانظر إليها بعينين براقتين يعلوهما الأمل .

وقد قيل :

( ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط ،

بل هم كذلك أقدر على العمل ، وأكثر احتمالاً للمسئولية ، وأصلح لمواجهة الشدائد

ومعالجة الصعاب ، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس ) .

يقول الدكتور عبدالكريم بكار : ” وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو من هو

في وقاره وعظمته وخشيته لله وعلو همته ؛ يمازح أصحابه ويضحك مما يضحكون

منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، وهو الذي قال :

( لا تحقرن من المعروف شيئاًولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) “

رواه مسلم

وقال عبدالله بن الحارث رضي الله عنه :

( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم )

رواه الترمذي

وكان يتفاعل مع الأخبار السارة ، فيظهر البشر على مُحياه ، وقد قال أحد أصحابه :

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُر استنار وجهه كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك)

متفق عليه

ابتسم مهما واجهك من خطب وانظر للمصائب والنكبات على أنها محطات

تقطعها لتتزود من الأجر

قال إيليا أبو ماضي »

قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: .. ابتسم يكفي التجهم في السما !

قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم .. لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!

قال: التي كانت سمائي في الهوى .. صارت لنفسي في الغرام جــهنما

خانت عــــهودي بعدما ملكـتها .. قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !

قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها.. لقضيت عــــمرك كــله متألما

قال: الــتجارة في صراع هائل .. مثل المسافر كاد يقتله الـــظما

أو غادة مسلولة محــتاجة .. لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !

قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها .. وشفائها, فإذا ابتسمت فربما

أيكون غيرك مجرما. و تبيت في .. وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟

قال: العدى حولي علت صيحاتهم .. أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟

قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم .. لو لم تكن منهم أجل و أعظما !

قال: المواسم قد بدت أعلامها .. و تعرضت لي في الملابس و الدمى

و علي للأحباب فرض لازم .. لكن كفي ليس تملك درهما

قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل .. حيا, و لست من الأحبة معدما!

قال: الليالي جرعتني علقما .. قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما .. طرح الكآبة جانبا و ترنما

أتُراك تغنم بالتبرم درهما .. أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟

يا صاح, لا خطر على شفتيك أن .. تتثلما, و الوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى .. متلاطم, و لذا نحب الأنجما !

قال: البشاشة ليس تسعد كائنا .. يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما

قلت ابتسم مادام بينك و الردى .. شبر, فإنك بعد لن تتبسما


دعوة للتأليف

هي دعوةٌ أطلقها هنا  لكم أنتم

فأقول مُستعينةً بالله :

هل زُرتَ معرض الكتاب لهذا العام ؟

هل أبهرك هذا الزخم الهائِل من المعلومات والمعارف التي

امتلئت بها بطون الكتب ، وتلك الأيدي التي باتت تقلبُها

وتقتنيها مباشرة .

ألم تُحدثك نفسك في تلك اللحظة عن الحظوظ التي نالت أصحاب

هذه المؤلفات فجعلت من كتبهم مقصداً للناس جميعاً ، ومن أسمائِهم

قائمة يُفتشُ عنها بين ردهاتِ ودهاليز المعرض .

ألم تحدثك نفسك عن التأليف ؟

قرأنا ونقرأُ من الكتب الكثير ، ولدى البعض من العلم والمعرفة

وجودة الأسلوب والتعبير ما يستطيع من خلاله التأليف ، فما الذي

يمنعُ من ذلك ؟

ولتسليط الضوء أكثر على هذه الأطروحة كنتُ سألتُ الدكتور عبدالملك القاسم ( الداعية الإسلامي المعروف ) عن التأليف ،

والدكتور معروفٌ بمؤلفاته التي تنُم عن عقل وفكر فريد ، ورؤية

ثاقبة ،وحكمة ورأي سديد .

ولعل دار القاسم أكبر شاهد على هذه الكتب والمطويات والرسائل

التي نفع الله بها فبلغت ما بلغت وانتشرت في أصقاع المعمورة .

فكانت إجابته كالآتي :

1- متى يصل الكاتب لمرحلة تأليف كتاب لاسيما وأن بعض العلماء لم يبدأ التأليف إلا بعد سن الأربعين؟
يصل الكاتب لمرحلة التأليف متى وجد الرغبة وأنس الكفاية وملك أدواتها وليس العمر مقياسًا لذلك فقد ألف الشيخ السعدي تفسيره دون الأربعين وكذلك الإمام النووي وغيرهما من كبار العلماء.
2- ما هي المراحل التي يتبعها من أراد التأليف؟
تحديد الموضوع والبحث الجاد في مادته ثم تأليف ما أراد من بين النصوص التي جمع، وإن كانت مادت تعتمد على الإنشاء كالقصص والروايات فيجعل فهرسًا أو علامات ومنارات للكتابة كفصول للكتاب؛ ليسير عليها وبهذا يسهل له الوصول دون تعثر.
3- ما هي المعوقات التي تواجهه؟
لابد من معوقات في طرق الحياة لكنها لا توقف ـ بإذن الله ـ من أراد الاستمرار.
4- هل التقنية الحديث سهلت على الكاتب التأليف؟
نعم سهلت وقربت البعيد.
5- هل يُعد اختيار العنوان للمؤلَّف أمرًا صعبًا؟
أحيانًا قد يواجه صعوبة وقد يضع عنوانًا وليس براضٍ عنه تمام الرضا لكنه ما تيسر.
6- ما الفرق بين تأليف كتاب وبين الرسائل الجامعية؟
الرسائل الجامعية لها ضوابط أكاديمية ومنهجية معروفة، أما تأليف الكتاب فقد لا يلتزم الكاتب بكل تلك الضوابط.
7- ما نصيحتك لمن يملك القدرة على التأليف لكنه لم يبدأ بذلك إما تكاسلاً أو عدم ثقة بنفسه وأنه لم يحن الوقت بعد؟
إذا علم أنه يتعبد لله ـ عز وجل ـ بذلك وأن في ذلك خدمة للدين عندها تكون الهمة عالية والنفس طويل في ذلك، وهذا هو الأصل في كل عمل المسلم نية واحتساب وعمل.


من أذهب طعم العيد ?

ليت العيد يرجع كسالف عهده ، حيث البساطة في كلِ شيء .

فالإجتماع يكون بمنزل كبير العائلة كجد أو عم أو خال ، ويأتي الأقارب ويعايدون بعضهم ، بعد صلاة العيد مباشرة ،

لايتخلف منهم أحد ، حتى من كان في منطقة أخرى ، يأتي ويحرص على الحضور .                                                                والنساء يرتدين الجديد المحتشم ، ويصبغن بالحناء أيديهن ، ويعددن طعام العيد ، وكل بيت يخرج بطعامه ، فيلتم الكبير والصغير ، الغني والفقير ، الكل فرح بالعيد  ،حتى الأطفال يفرحون  بالحلوى ، وببعض الريالات ، التي  كان يجود بها من كان

موسراً  في ذلك الوقت .

أما الآن والله المستعان ، فالعيد أصبح ضرباً من الرسمية ، فالكلُ يدفع ثمناً معيناً ، حتى تستأجر استراحة ،

أو صالة يجتمعون فيها للعيد ، وبعد صلاة الظهر يجتمع الأقارب ، وعند البعض  بعد  صلاة العشاء  .

فيتخلف الكثيرون فهذا نائم ، وآخر بالكاد يوصل زوجته   إلى أهلها .

أما الأطفال فيذهب الصباح وهم نائمون ، ولايشعرون بالعيد   إلا بأصوات المفرقعات  ، فالبعض لايحرص على أخذ أبناءه

معه  لصلاة العيد ، لكن يحرص على مشاهدته للألعاب النارية    ليلاً  .

أما الحلوى فقد أصبحت مجال تنافس ، وقد لاحظتها بنفسي ، فالكل يشتري بأغلى الأثمان  ،حتى أنَ سعر علب هدايا العيد   وهي فارغة ،  تختلف عن سعر الشوكلاته ، وبعد هذا كله تمتلئ بها الأماكن  ،لأن كثرتها سببت للطفل تشبعاً ، ولقد لفت نظري علبة شوكلاته في مكان لبيع الحلويات الراقية ب5000 آلاف وأحدها ب2000 . ماكل هذا ( إنه الترف الذي نعيشه ) والعياذ بالله .

أما النساء ولباسهن في العيد هذه الأيام ، فحدث ولاحرج .

أهذا هو شكر النعمة بإكمال العدَة  ؟ (وأستثني من كلامي من حباها الله  الستر ) لم يصبح لبس الجديد هو الهم ، بل أصبح لبس  العاري ،والشفاف  والقصير الذي لايستر ، والبنطال الضيق هو الأهم . استغفرك يآالله أين ذهبت عقولهن ، أين القوامة ( بكسر القاف ) من الرجل الذي أصبح لاينكر على أهله في أمر اللِباس .  أناشدكم : من أذهب طعم العيد ؟ من أفسد صفو العيد ؟     نحن وبأيدينا .

لعق الأصابع

ما أجمل أن نتلمس هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فيضيء لنا طريقنا في هذه الدنيا التي ما نحن فيها سوى عابري سبيل .

فنحيي سنته ونعلمها أبناءنا ، فينشئوا عليها ، ويتوارثونها حتى لا تندثر أو تكون طي النسيان .

ومن الآداب ، أدب جليل وسنة محمدية فريدة ، قلما نجد من يطبقها أو يذكر فيها .

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث قال : وقال ” إذا سقطت لقمة أحدكم ، فليمط عنها الأذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان” .

وأمر أن تسلت القصفة قال : ” فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة” رواه مسلم .(

– وفي رواية أخرى للحديث يرويها جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن
النبي
صلى الله عليه وسلم  : (إذا سقطت لقمة أحدكم ، فليأخذها فليحط ما كان بها من أذى ، وليأكلها ولا يدعهما للشيطان ، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة) رواه مسلم .

وقد أورد الحافظ النووي – رحمه الله – هذين الحديثين في بابين مختلفين من كتابه (رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين) .

الأول في باب (المحافظة على السنة وآدابها) وهو حديث أنس والثاني في باب (التواضع وخفض الجناح للمؤمنين) وهو حديث جابر .

وفي حديث أنس الذي نحن بصدده جملة من آداب الأكل والتي منها :

1- إن الإنسان إذا سقطت لقمته على الأرض فإنه لا يدعها ، لأن الشيطان يحضر للإنسان في جميع شئونه من أكل وشرب ، وجماع ، فإذا لم تسم الله عند الأكل شاركك في الأكل ، وصار يأكل معك ، ولهذا تنزع البركة من الطعام إذا لم يسم عليه ، وإذا سميت الله على الطعام ، ثم سقطت اللقمة ، يعني طاحت من يدك فإن الشيطان يأخذها ، ولكن لا يأخذها ونحن ننظر ، لأن هذا شيء غيبي لا نشاهده ولكننا علمناه بخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام يأخذها الشيطان فيأكلها ، وإن بقيت أمامنا حساً ، لكنه يأكلها غيباً ، هذه من الأمور الغيبية التي يجب أن نصدق بها .

لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم  دلنا على الخير فقال : (فليأخذها وليمط ما بها من أذى وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان) أي خذها وامط ما بها من أذى من تراب أو عيدان ، أو غير ذلك ثم كلها ولا تدعها للشيطان . ويكون الإنسان بفعله هذا قد حصل ثلاثة فوائد :

الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .

التواضع لله عز وجل .

حرمان الشيطان من أكلها .

2- أمره صلى الله عليه وسلم باسلات الصحن أو القصفة ، وهو الإناء الذي فيه الطعام ، فإذا انتهيت فاسلته ، بمعنى أن تتبع ما علق فيه من طعام بأصابعك وتلعقها .

قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله- : (هذا من السنة التي غفل عنها كثير من الناس مع الأسف حتى من طلبة العلم أيضاً ، إذا فرغوا من الأكل وجدت الجهة التي تليهم مازال الأكل باقياً فيها ، لا يلعقون الصحفة وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بين عليه الصلاة والسلام الحكمة من ذلك فقال : (فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) ، قد تكون البركة من هذا الطعام في هذا الذي سلته من القصعة ) .

3- ولعلنا نستخلصه من حديث جابر رضي الله عنه ، وهو مكمل للأدبين السابقين ألا وهو : لعق الأصابع قبل مسحها بالمنديل .

قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله- : ( قال الأطباء : إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم ، لأن هذه الأنامل فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم ، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما أمر به ، وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الناس لا يفهمون هذه السنة ، تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حوله كلها طعام ، تجده أيضاً يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه ، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمسح الإنسان يده بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ، ثم بعد ذلك يغسلها إذا شاء فيكون في لعق الأصابع فائدتين :

الأولى : فائدة شرعية :

وهي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .

الثانية : فائدة صحية طبية : وهي هذا الإفراز الذي يكون بعد الطعام يعين على الهضم .

والمؤمن لا يجعل همه فيما يتعلق بالصحة البدنية ، أهم شيء عند المؤمن هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ، لأن فيه صحة القلب ، وكلما كان الإنسان للرسول r اتبع كان إيمانه أقوى .

وفي هذا الحديث حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره فضيلة الشيخ وأنه إذا ذكر الحكم ذكر الحكمة منه ، لأن ذكر الحكمة مقروناً بالحكم يفيد فائدتين عظيمتين :

1 بيان سمو الشريعة ، وأنها شريفة مبنية على المصالح ، فما من شيء أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم إلا والمصلحة في وجوده ، وما من شيء نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا والمصلحة في عدمه .

2- زيادة اطمئنان النفس ، لأن الإنسان بشر قد يكون عنده إيمان وتسليم بما حكم الله به ورسوله ، لكن إذا ذكرت الحكمة ازداد إيماناً وازداد يقيناً ونشط على فعل المأمور أو ترك المحظور .