في طريقَةٍ مُتَمَدِنَةٍ لمنع حُضُورِ هذِهِ الثُلة التي أعتَبرُها هي مِلحُ كلِ
اجتِمَاعٍ ولمَة .
وكأني به يُوري بهذه المُلاحظة ويريد لفت الإنتباه .
ناهيْكَ عن منْعِ اصطحَابِ الأطفَالِ الذِينَ حُرِمُوا الفَرَحَ في ليالٍ
كهذِه ، وفي ترْكِهمْ في المَنزِلِ من الخَطَرِ مالله بِهِ عليم .
رُغْمِ التَكَلُفِ في كُلِ شيءٍ والمظاهرِ البرَاقة التي تكتنفُكَ في هذه
الأجواء ، إلا أنَها لا تُساوي من وجْهَةِ نظري لحظة تشعُرُ أنت ومن معك فيها بالسعادة .
ألْحَظُ أن البَرَكة والفرحَة تضمَحِل في تلك الأفراح وإن أبهرتكَ
الخِدمة الفُندُقية .
لكن هذا كُلُهُ قد يهُونُ عندما تحْضُرُ حفلَةً للفتيات فقط وأرى أنها
انتشرتْ في الفترة الأخيرة .
سواءَ كانت حفلَةَ نجَاحٍ أو غيرها وهذا فيه بابُ شرٍ كبير قد يحصُلُ
فيه مِنَ المُنكراتِ الشيءُ الكثير .
وقد يتجنب البعض حضُورَ المُنَاسَبات العائلية رُغمَ دعوَتِه وهذا مُخالِف لِسُنة محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ” حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ” . قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ” إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ ” .
حتى وإن حضَرَ الأب والأم لا يُحضِرُونَ أبنَاءهم وهذا خطأَ
لأنهم بذلك ينشأون على قطيعة الرحم من حيث لا يعلمُون .
حتى أنك قد تحزن عندما يتقابل أبناء العم أو الخال لا يعرف بعضهم البعض وهذا مُشاهد .
وأعتبُ كثيراً على الفتيات اللاتي لايحضرن مُناسباتٍ كهذه
فيها يتعارفُ الجميع ويُخطبُ منهن الكثير لكنهن فضلن البيت
على صلة الرحم حتى إذا مضى الزمن تمنين أن أحداً
ما أرشدهن فالأمُ غالباً لاتشُدُ على بناتها في مواطنٍ كهذه .
وبعدُ أيُها القراء الكرام من إخوة وأخوات هذه هي مُناسباتنا
تحكي أفراحنا فاجعلوها لَحَظَات سعيدة تمُر بنا كلما تذكرناها .