إنها تزحف ثم تحبو وهاهي تخطو خطواتٍ فتتعثر، وما تلبث أن
تمشي وتمشي ، حتى تركض بنا الأيام إلى ما يسُرنا وتدني ساعة
اللقاء .
إنه الشوق والحنين لذلك الغائب الذي غيبته الليالي ، فلم تبق منه
سوى طيب الأنفاس ومحبة الناس .
لقد مضى على رحيله قرابة العام ، ومنذ أن ودعنا ونحن في لهفةٍ
للقاه حتى تمَلَكَنا النسيان وغفلة الإنسان .
إنه الغائب الحبيب الذي افتقدته قلوب المتقين ، يدعون ربهم
ليلاً ونهاراً ويلحون عليه أن يبلغهم إياه .
إنه شهر القرءان ، شهر العتق من النار ، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ، وتصفد الشياطين .
لا يزال مناديه ينادي :
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .
أسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويجعلنا من عتقائه .