بسم الله الرحمن الرحيم
أثار شجوني لكتابة هذه الكلمات جلوسي على كنبٍ فاخر جداً
اشترته ولم تجلس عليه !!
ياه …. قلتُها أحبسُ دموعي .. هل رحلتِ عنا ؟!
جسر الحياة يبدو قصيراً ورحلة الإنسان إلى ربه ليس لها وقت أو زمن
والمؤمن الحق يعمل لآخرته كأنه يموت غداً ويسلم لقضاء الله وقدره فالصبر عند الصدمة الأولى
سنين طويلة جمعتنا بها كُنا نعرف أخبارها حتى فرقتنا الدنيا
وابعدتنا المساكن
كانت وحيدة بعد وفاة زوجها وتزويجها لكافة أبنائها كانت تنتظر
لحظة بناء بيت لها ولابنها انتظرت طويلاً
وجاء هذا البيت بعد سنين عجاف عاشتها
استبشرنا ودعونا لها
انتقلت لمسكنها الجديد واشترت كل شيء تحلم به الأثاث الفاخر
والسجاد النفيس والمجالس الكلاسيكية
يفصلها عن ابنها بضع خطوات فقط وهي التي كانت تنتظر هذا اليوم
وبعد إنتقالها للبيت الجديد وبعد اسبوعين بالتحديد أرادت عمل حفلة
لأبنائها بهذه المناسبة وأستعدت لها حتى اشترت بعض الأغراض
وكأني بها رحمها الله تحملها وترصها لليوم المنتظر
وفي اليوم التالي وكان يصادف يوم جمعة توقظها الخادمة وعلى غير عادتها وإذ بها قد أصيبت بجلطة لا تحرك سوى يدها
وجلست اسبوع فقط في المستشفى ويوم السبت انتقلت إلى رحمة الله
العجيب من أمر هذه المرأة الصالحة وهي في المستشفى كانت
لا تستطيع الكلام سوى ب لا إله إلا الله وترفع اصبعها السبابة
سبحان الله العظيم
ترددها دوماً وهي على سريرها
وكل من زارها كان يلاحظ هذا الشيء
رمضان أقبل هذه السنة لكنها لن تصومه معنا !!
لأن الموت حال بينها وبين رمضان
ومن أدرك رمضان فهو في نعمة عظيمة
وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجلان من بلي -حي من قضاعة- أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة، فقال طلحة بن عبيد الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة، وكذا وكذا ركعة صلاة سنة)،
رحمك الله أم محمد وجعل الجنة مثواك
وجميع موتانا وموتى المسلمين
بلغني الله وإياكم رمضان وأعاننا فيه على الصيام والقيام
أترككم في رعاية الله
رحمها الله …
رحمة غاااااااااامرة 🙁
آمين
شكراً لك