رحلتي للحج 1434 ه

IMG_20131102_160120

 

 

تأخرتُ كثيراً في سردِ أحداثِ رحلة العمر إن صح التعبير .. وهي رحلة الحج التي كنتُ أُمني نفسي بها كثيراً .. كل عام أبكي بحرقة قائلة : ” لماذا يحج الناس وأنا لا أحج ” ؟

كنت أشاهد الحجاج من الرائي يبكون وهم يؤدون المناسك وقد جاءوا من كل فجٍ عميق فأغبطهم يترقرق دمعي هامسة يا لفرحتهم أدوا فرضهم وخامس أركان دينهم .

الأماني لا تأتي إلا بالدعاء والإلحاح لذلك كنت أدعو ربي في رمضان الماضي بأن يكتب لي حجة هذا العام وهو عام 1434 ه ، ما زلت أدعو ربي وأنا على ثقة بأن ربي لا يرد سائلاً دعاه بصدق .

وتمضي الأيام ويأت العيد ويبدأ شهر ذو القعدة وأنا أبحث عن حملات حج بلا فائدة ، وأقول في نفسي هل سيكتبها الله لي هذا العام فعلاً ، كنتُ غير مصدقة بأني سأحج فكل عام يقال لي العام الذي يليه حتى سئمت !

وفي نهاية الشهر الحادي عشر وجدت أختي إعلاناً لحملة الإحسان ، وذهب لهم أخي وقد بقي ثلاثين مقعداً ، ووعدهم بأن يأتيهم في اليوم التالي ، وهيأت نفسي للفرح بين الرهبة والرجاء .. لكنه تأخر فعند وصوله فقد أغلق الحجز  !

عند وصول الخبر لي كان وقعه كالصاعقة فأنا لم أصدق ، كنت في حالة مزاجية سيئة ولمت أخي الذي تباطأ في الوصول والحجز لديهم !

لكن الله قد أراد لي خيراً من حيث لا أدري ورزقنا من حيث لا نحتسب .

عند خروج أخي من حملة الإحسان أشار صاحبها عليه بحملة قريبة منه وقال بأنها حملة مميزة وأنصحك بالحجز لديهم فالمقاعد الشاغرة كثيرة ، وفعلاً اتجه أخي لحملة سيف الإسلام وحجز لنا والحمد لله .

كانت تبعد عن الجمرات 40 متر تقريباً

وهذا ما لمسته أثناء الرمي فقد كانت قريبة جداً ، لا نحتاج فيها لقطار المشاعر ، بل كانت تنقلاتنا مشياً على الأقدام .

الرحلة كانت الرابعة والنصف مساء السبت 7 ذو الحجة .. وفي أرض المطار كان منظر الحجاج وهم يرتدون ملابس الإحرام مشاهداً بكثرة وهو يدعو للغبطة ممن لم يحالفهم الحظ للحج هذا العام .

الوصول كان السادسة لمطار الملك عبدالعزيز الدولي .. ومن ثم تم استقبالنا من قِبل شباب جندوا لخدمة ضيوف الرحمن .. ومن بينهم كان رجلاً وقوراً يوزع كتاباً عن المناسك ، وهو كتاب : دليل الحاج والمعتمر ، الكتاب كان مختصراً ومفيداً جداً .

بعد ذلك كان شباب الحملة ينتظروننا لدى بوابات الخروج من المطار ومنها للحافلات ، وكانت حافلات مجهزة ومكيفة ومريحة جداً ، جلسنا فيها من السابعة وخمسة وعشرين مساءً وحتى الواحدة صباحاً بين تنقلات وانتظار بقية الرحلات الوافدة للمطار من نفس الحملة .

حيث أن لها فروع في مكة وجدة والرياض والطائف وبلجرشي والباحة

بعد الواحدة صباحاً اتجهنا لمكة المكرمة لأداء طواف القدوم والسعي ، ووصلنا للحرم المكي الساعة الثانية صباحاً ولم ننتهي حتى الرابعة والنصف .

في أثناء ذلك اتجهنا لحافلات النقل الجماعي والتي أوصلتنا لمقر الحافلات الخاصة بحملة سيف الإسلام

والتي قدمت لنا تذاكر مدفوعة للذهاب والإياب من خلال هذه الحافلات ، لأنه لا يسمح للحافلات بدخول الساحات القريبة من الحرم المكي إلا من خلال هذه الطريقة .

ثم انطلقنا لمقر الحملة في مِنى .. ثم دخلنا لتستقبلنا الأخوات العاملات يرشدننا لمكان الغرف ، كانت الغرف مجهزة ومرتبة وكل سرير ألصق عليه اسم صاحبته ..  لقد كان الوصول بعد الخامسة فجراً ثم صلينا الفجر وخلدنا للراحة .

بالنسبة لي لم أذق طعم النوم رغم التعب والجهد ليوم كامل .. فقط استرخيت ثم استيقظت الثامنة صباحاً ، وهو اليوم الثامن يوم التروية .

كانت الغرفة مشتركة ومكونة من 18 امرأة في كل غرفة أسرة أرضية وعلوية ، يصعد للعلوية بسلم صغير ، سقف الغرفة عبارة عن خيام .

أذكر بأن أول من تحدثت معه كانت أم محمد وهي امرأة كبيرة في السن ذكرتني بأمي :/ كان معها دلة قهوة قالت لي : تبين قهوة يمي ( يا أمي ) ؟ قلت لها : نعم ، والدكتورة نعيمة كانت معها تعرفت عليهما صبيحة أول يوم لأنهما المرأتان الوحيدتان المستيقظتان .

قضينا يوم التروية في مقر الحملة واستكشاف لبقية الغرف والمرافق .

قد يكون الشيء الوحيد السلبي هو عدم وجود مصلى لأن الغرفة لا تتسع لأكثر من أربعة مُصلِيات باعتبار أن القِبلة مائلة .

أيضاً مواعيد الطعام غير مرتبة فمن ينام لا يجد شيئاً ليأكله عدا الثلاجات المليئة بالعصائر والمياه المعدنية والزبادي والمفتوحة دائماً للجميع  .. وهذه الأخيرة كانت زادي لثلاثة أيام .. لأن الأكل لم يعجبني .. وتمنيت وجود فطائر جاهزة يأكلها من لا يستسيغ الأكل الدسم !

وجدت فطائر لكنها غير كافية ..!

النساء والبوفيه قصة كتبت عنها قبل الحج فكيف بالحج ؟ الكل يملأ صحنه بما لذ وطاب وغيره لا يجد شيئاً ليأكله وللأسف ! هذه ثقافة لابد أن تُعلم في الحج وغيره .

في اليوم التاسع وهو يوم عرفة استيقظنا باكراً لأننا سنتجه السادسة صباحاً لمحطة القطار .. كان صباحاً رائعاً مشينا فيه حتى وصلنا وركبنا القطار الذي أقلنا لعرفة .. ياه كم استشعرت الدقائق المعدودة التي مضيناها عن الساعات التي كان الناس في السابق يقطعونها عبر الحافلات ، وغيرهم عبر الدواب

( سبحان الله ) !

كان المكان واسعاً ويحتوي أربع خيام كبيرة جداً وهناك دورات مياه .. وصولنا كان عبر ممشى رملي غير معبد لدقائق حتى وصولنا لمقر الحملة في عرفة .. البعض بلغ بها الإجهاد فنامت .. وكل من سألتها قالت لي : أصبت بنعاس ونمت .. لكني لم أنم مثلهن .. لم أعتد النوم في أي مكان رغم أن النعاس غلبني فخرجت خارج الخيمة كي أبدد الخمول الذي أصابني .. لكن الشمس كانت حارة جداً مما اضطرني للرجوع .. ألقيت محاضرات عدة عن يوم عرفة وفضل الدعاء وعن التفكر .. واستغربت حين لم يبق سوى ساعات على المغرب الكل يريد أن يلقي شيئاً .. قلت في نفسي : ألا يتركوننا وشأننا كي ندعو في هذه الساعات خير من الاستماع لأشياء قرأناها وفهمناها ؟

لقد تعرفت في أثناء تجوالي في الخيام على أم حسن من الطائف وأم جوري من الباحة .. استمتعت بالحديث معهما لدقائق .. ووعدتهما بزيارتهما في غرفهما حين نعود لمقر الحملة بمِنى لكن أم حسن سبقتني وجاءت لتزورني وأم جوري سعدت حين زرتها في غرفتها

لأن غرفتنا كانت في مقدمة الغرف .

حين انتقلنا من عرفة لمزدلفة .. كان المعنى الحقيقي للحج كانت زحمة جداً وتفويج الحجاج كان غير منظم .. تدافع واختناق وانتظار طويل للقطار ومن ثم صعوده .. كان بخلاف حين اتجهنا منه لعرفة كان التفويج سهلاً وميسراً .. والقطار خاوياً .

ركوب القطار كان مرعباً .. البعض يتدافع كي يصعد .. اختنقت فلم يكن هناك نفس أو موضع قدم !

لم أصدق حين وصلنا مزدلفة .. وكان في التنقلات ينتظرنا شباب من الحملة يمسكون بلافتات مكتوب عليها اسم الحملة ويهتفون بصوت عالٍ بالاسم كي يدلون الناس .

تبعنا المرشد حتى وصلنا مقرها في مزدلفة وكان خروجنا من عرفة التاسعة مساء .. وصلنا قبل العاشرة وصلينا المغرب والعشاء ثم نام البعض .. لأن المكان أشبه بسطح كبير جداً مفتوح وضع فيه الفرش والشراشف ووزعت فيه وجبات مغلفة رائعة .. يشكرون عليها .. نام البعض في مزدلفة والبعض خلد للراحة قليلاً .. اتجهنا بعد الحادية عشرة والنصف مساءً مشياً بطريق يشبه الطريق الذي سلكناه لعرفة للوصول لمقر الحملة بعد القطار .. مشينا حتى أوقفتنا زحمة الحجاج ينتظرون القطار من الأسفل كالزحمة التي واجهتنا في الذهاب إلى مزدلفة لكن في القطار أخف قليلاً .. اختنقنا فالناس وقوف لأكثر من 20 دقيقة .. بعدها ذهبنا لمِنى وللجمرات تحديداً كانت الساعة الواحدة صباحاً ولقرب الجمرات من مقر الحملة في منى فقد رمينا جمرة العقبة الكبرى ورجعنا مشياً للمقر .

كان المنظر جميلاً جداً حين ترى الحجاج متوجهين بأعداد قليلة للرمي في هذا الوقت .. عدنا بعد أن قصرنا وتحللنا .. ثم صلينا الفجر ونمنا .. لنستيقظ على تكبيرات العيد وهدايا وضعت بجانب كل سرير مكتوب عليها : كل عام وأنتم بخير .

استيقظت الثامنة والنصف .. واتجهت لدورة المياه ، وحين خروجي من الغرفة  وضعت يدي على باب الغرفة وأنزلت رجلي مستندة على يدي اليمنى الذي انحشر اصبعها في الباب وأوصد بقوة .. وكأن أحداً ما أغلقه متعمداً وكان بِفعل الهواء الشديد صبيحة العيد ، تألمت وليس لدي أية إسعافات أولية .. ولعل السلبية الثانية للحملة عدم وجود طبيبة .. ! رغم سماعنا بوجودها لكن بدون أي أدوية أو أجهزة كما يقال : هي بلا صلاحيات ! ولا أعلم السبب !

أشكر الله أن سخر لي دكتورة نعيمة وتخصصها تمريض بأن عملت لي إسعافات أولية لأصبعي الذي رجع سليماً ولله الحمد فجزاها الله عني خيراً ..

وكانت صحبتي مع هذه الدكتورة عجيبة .. أحببتها كأمي أو كأختي الكبيرة

عملت الحملة حفلة بمناسبة العيد وجدت آثارها قريباً من مدخلها .. لم أذق شيئاً اكتفيت برؤية بعض من تجمهرن هناك .. !

بنات القرشي كان لهن أثرٌ طيب من خلال تعاملهن وخلقهن الراقي .. مع جميع الحاجات .

اليوم الحادي عشر والثاني عشر مرا سريعاً جداً كان تعلقنا ببعضنا يزداد .. جميع الأخوات الموجودات في قمة الذوق والخلق أذكر منهن : عبير وعبير ، خلود ، ريم وريم ، أم أحمد ، وأم يحيى ذلك الطفل الجميل الذي عاش معنا أيام الحج برفقة والدته ثريا ، وأم محمد ونوف ونجلاء وأم جميل .. وأم روان وروان .. الكل أحببناهم .. لله وفي الله

لقد كانوا أجمل صحبة .

الساعة الرابعة من عصر يوم الخميس انطلقت بنا الحافلات وقبل غروب الشمس لمكة ولطواف الوداع .. دخلنا الحرم المكي على أذان المغرب وصلينا هناك وانتهينا مع أذان العشاء وصلينا في الحرم .. لنتجه لحافلات النقل الجماعي المسبقة الدفع لتوصلنا لمقر الحافلات وننتظر ستة ساعات .. حتى وصولنا المطار بعد الثالثة فجراً .. وموعد الإقلاع كان السابعة صباحاً .. ثم إلى الرياض .. ووصولنا التاسعة صباحاً ومن ثم إلى المنزل وتحديداً 9:45 ص

عانقتني أمي ولمست من ذلك بأنها افتقدتني .. وأنا التي لم أفارقها إطلاقاً .. أمي اشتقت لك كثيراً

ولأخواتي .. وكأني في حلم .. هل حججتُ فعلاً ؟

لقد استجاب الله دعائي والحمد لله على فضله وكرمه .. الحمد لله .. أسأل الله القبول .

انتهت في 8:05 مساء الأثنين 23 ذو الحجة 1434 ه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ورحلت أم محمد .. ولم تهنأ بسكنى البيت الجديد

بسم الله الرحمن الرحيم

أثار شجوني لكتابة هذه الكلمات جلوسي على كنبٍ فاخر جداً
اشترته ولم تجلس عليه !!
ياه …. قلتُها أحبسُ دموعي .. هل رحلتِ عنا ؟!
جسر الحياة يبدو قصيراً ورحلة الإنسان إلى ربه ليس لها وقت أو زمن
والمؤمن الحق يعمل لآخرته كأنه يموت غداً ويسلم لقضاء الله وقدره فالصبر عند الصدمة الأولى
سنين طويلة جمعتنا بها كُنا نعرف أخبارها حتى فرقتنا الدنيا
وابعدتنا المساكن
كانت وحيدة بعد وفاة زوجها وتزويجها لكافة أبنائها كانت تنتظر
لحظة بناء بيت لها ولابنها انتظرت طويلاً
وجاء هذا البيت بعد سنين عجاف عاشتها
استبشرنا ودعونا لها
انتقلت لمسكنها الجديد واشترت كل شيء تحلم به الأثاث الفاخر
والسجاد النفيس والمجالس الكلاسيكية
يفصلها عن ابنها بضع خطوات فقط وهي التي كانت تنتظر هذا اليوم
وبعد إنتقالها للبيت الجديد وبعد اسبوعين بالتحديد أرادت عمل حفلة
لأبنائها بهذه المناسبة وأستعدت لها حتى اشترت بعض الأغراض
وكأني بها رحمها الله تحملها وترصها لليوم المنتظر
وفي اليوم التالي وكان يصادف يوم جمعة توقظها الخادمة وعلى غير عادتها وإذ بها قد أصيبت بجلطة لا تحرك سوى يدها
وجلست اسبوع فقط في المستشفى ويوم السبت انتقلت إلى رحمة الله
العجيب من أمر هذه المرأة الصالحة وهي في المستشفى كانت
لا تستطيع الكلام سوى ب لا إله إلا الله وترفع اصبعها السبابة
سبحان الله العظيم
ترددها دوماً وهي على سريرها
وكل من زارها كان يلاحظ هذا الشيء
رمضان أقبل هذه السنة لكنها لن تصومه معنا !!
لأن الموت حال بينها وبين رمضان
ومن أدرك رمضان فهو في نعمة عظيمة
وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رجلان من بلي -حي من قضاعة- أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة، فقال طلحة بن عبيد الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة، وكذا وكذا ركعة صلاة سنة)،

رحمك الله أم محمد وجعل الجنة مثواك
وجميع موتانا وموتى المسلمين
بلغني الله وإياكم رمضان وأعاننا فيه على الصيام والقيام
أترككم في رعاية الله

موقف لا ينسى

Summer sun

لا زالت أُختي تذكُر ذلك الموقِف جيداً ونحنُ أيضاً فقد مرت الدقائق فيها

كالساعات … ياه ما أقسى الإنتظار

مُجرد تخيل ذلك وإعادة الذاكِرة إلى الوراء قليلاً يدعُوني للتبسُمِ فهو

موقِفٌ لا يُنسى أبداً

كانت أختي برفقة ابنها الصغير عبدالله ابن السنتين والنصف

في زيارة لنا في إحدى أيام الصيف الحارة

وكانت آنذاك حاملاً في شهورها الأخيرة

وكنا قد انتقلنا إلى منزلٍ جديد في تلك الفترة

جائتنا قُبيل المغرب وعند الأذان ذهب الجميع لأداء الصلاة بما في ذلك

الأولاد منهم ذهبوا للمسجد مترجلين لقرب المسجد منا

وكلٌ دخل للصلاة

وفي تلك اللحظات اختفى عبدالله لا نعلم أين ذهب !!

وكان آنذاك شقياً

فبدأ الجميع يبحث يمنةً ويسرة في الأعلى والأسفل حتى العِلية ذهبوا

يفتشون عنه هناك

في الدهاليز المظلمة كما هي عادة بعض الأطفال عندما يختبئون

الكل بدأ يبحث

خرج جميع من في منزلنا وبدأ البحث في فناء  البيت

أختي ظنت أنه ذهب خلسة مع الأطفال إلى المسجد فلما جاء الصغار من

المسجد قالوا لا لم يكن معنا !

بالرغم أن الأهل حفظهم الله يحرصون على إغلاق الأبواب الخارجية إذا

كان هناك أطفالٌ يُخشى عليهم

المهم تحول البحث إلى خوفٍ بل هلع من قِبل أختي وخشينا عليها أن تضع

حملها في تلك الساعة

بين قلقٍ وترقب وتحلُقٍ حول الباب الخارجي

حتى كدنا من هول مانحن فيه أن نخرج لنبحث في الشارع

لأن التفكير آنذاك مشلولا وقد فُتِح البابُ على مصراعيه

وكأن من يمرون ببابنا يتسائلون : ما بالُهُم قد أشرعُوا الأبواب !!

وهم لا يعلمون بحالتِنا !!

حتى المنزل في تلك اللحظة بالذات لا يواجد فيه أحد من الرجال !!

الطُف بنا وبالصغير يارب

كان الخوف يرجُفُ بقلوبنا لا سيما ومنزلنا قريب من إحدى المنشآت والتي

يكثر فيها العمال

ومن الجهة الأخرى كذلك يوجد سكنٌ لعمالٍ آخرين ومن أمامه أرضٌ خلاء

أو كما يقال في اللهجة العامية ( براحة ) ومظلمة

جاء أخي من الخارج بعد أن لا حظ التجمهر وذهب بسيارته ليبحث عنه

في تلك الدقائق أخذت أختي ( خالته ) عباءتها وقالت : سأخرج لأبحث عنه

وفعلاً خرجت وبتنا قلقين يارب يارب أعد لنا عبود

كانت لحظات عصيبة جداً

وبعد ربع ساعة وإذ بمن يقفون من الصغار على البوابة يصرخون

عبدالله … عبدالله …  عبدالله  … عاااااد !!

وإذ بالسيد الصغير مشى على رجليه الصغيرتان والله مسافة طويلة تقريباً

عشر دقائق عن البيت وفي الظلام لأن الجهة التي سلكها كانت مظلمة

وكان البيت قريباً من الشارع العام ومن نقطة تفتيش هناك

فأدخلوه لديهم فلما جائت أختي وقد اتضح عليها الخوف والقلق والإرتباك

وهي تمشي في الشارع تبحث عنه فسألت أحد الرجال المتواجدين بالقرب

: هل مر عليكم طفل صغير وأخذت تصف شكله فأدخلها الحارس وإذ بالطفل   لديهم

كان قد خرج ليصلي مع الأطفال فسلك طريقاً آخر

وعاد إلينا بعد أن تملكنا شعور غريب في تلك اللحظات بأنه لن يعود

لكن الله حفظه وأعاده سالماً إلينا

وتذكرتُ قول الله عز وجل في سورة الكهف :

(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحَاً ) وقد ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله  في شرح الآية : وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء

كان هذا موقفاً عصيباً لم يتجاوز الساعة لكنه لا زال محفوراً في الذاكرة

ودمتم برعاية الله

جريمة بشعة حصلت لوالدة صديقتي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوم أمس وتحديداً الساعة الخامسة مساءً أتاني صوتها حزيناً

كنتُ قد انقطعت عنها منذ مدة واتصلتُ لأسأل عن أخبارها

قالت لي : كادت والدتي أن تودع الحياة

كنت أعرف صديقتي جيداً ووالدتها انسانة محترمة وطيبة القلب

وتخاف الله

وكذلك لا أذكر أنها اشتكت مرضاً مزمناً حتى تفاجأني بهذا الخبر

أردفتُ قائلة : وقد بدا على صوتي الهلع

والسبب ؟!

قالت : الخادمة !!

وأخذت تروي أيها الأفاضل قصةً حقيقية لا رواية من نسج الخيال

القصة مؤلمة جداً

تقول بدأت أحداث القصة من قبل رمضان عندما كانت والدتي

تلاحظ أن بعض المبالغ المالية الذي تضعها في غرفتها تختفي

وكذلك بعض النقود الورقية التي كان يضعها والدها في جيب ثوبه

دائماً تختفي وتدريجيا أصبح هذا الأمر ملاحظاً

تقول أن والدتها مع سرقة هذه المبالغ لم تشأ أن تتهم الخادمة بشيء

خاصة وأن البيت لا يوجد فيه سوى والديها وأختها الصغيرة

المهم أخذت والدتها فيما بعد تقفل حجرتها فشكت الخادمة أن الأم

بدأت تشك فيها !!

ومع مرور الأيام وفي رمضان ذهب الأب والأم إلى مكة فهما

يملكان بيتاً هناك ودائماً ما يقضيان شهر رمضان فيه .

وفي الثاني من رمضان

تقول صديقتي : كانت والدتي في الصالة تعد طعام الإفطار وقد

أعطت ظهرها للخادمة التي أتت مسرعة كثور هائج تتسارع

أنفاسها كالملدوغ وفي غفلة من الأم المسكينة قد أتت بقطعة قماش

( منشفة ) قد بللتها بمسحوق الكلوركس ووضعتها على فمها

وأنفها تريد أن تخنقها وهي تعلم أنها مريضة ربو وحساسية

المهم

تقول قاومتها أمي فأخذت برأس أمي وجلست تضرب به في

الأرض حتى تكسرت أربعة من أسنانها وتناثرت في الأرض

ولما أيقنت الخادمة أنه لازال فيها روح قامت بأخذ سكين كانت

قريبة منها فطعنت الأم في يدها وفي فخذها

ثم هربت للمطبخ وكأنها تبحث عن شيء آخر لتُجهز به على الأم

المسكينة

تقول صديقتي :

كان أبي وأختي في الجناح المقابل ولم يسمعوا شيئاً

تقول بعد ذلك زحفت أمي على الأرض لتصل للغرفة

ليراها أبي تسبح بدماءها ووجهها أسود وحالةٌ يرثى لها

فقام مسرعاً ظاناً أن حريقاً قد اشتعل في المطبخ

لتتداركه أمي وتقفل باب المطبخ على الخادمة

وبعد ذلك

أتصل على الشرطة والإسعاف و… و …

اكتشفوا فيما بعد أن الخادمة ومعها السائق ( زوجها ) قد نهبوا

من الأموال الشيء الكثير وأرسلوه إلى بلادهم

وبعد أيها الإخوة والأخوات هذا السيل العارم من الجرائم وخاصة

من الخادمات الأندونيسيات إلى متى ؟

والحقد ذلك السم الزعاف يسري في أوصالهن

حتى عندما نُفيق نكتشف أننا قد نفقد روح غالية علينا والسبب

خادمة قذرة بصورة شيطان

الخيرة فيما اختاره الله (قصة عجيبة )

قرأت هذه القصة فقلتُ : سبحان الله !

كنا ولازلنا نردد الخيرة فيما اختاره الله  وقد يكون الإنسان يرددها مراراً وتكراراً  لا يفقه من أمرها شيئاً

سوى أنه سمع الناس يرددونها فقال مثل ما يقولون

كثيراً نتردد ونخاف ونقدم رجلاً ونؤخر الأخرى ولا نعلم سبحان الله أن في هذا الأمر خير عظيم

لا نعلمه بينما يعلمه الذي يعلم السر وأخفى

وبهذا أُمرنا بصلاة الإستخارة

وإليكم القصة :

من عجائب التاريخ ان احد الامراء كان يجالس احد الوزراء له فبينما هما على وجبة غداء اذ اخذ الامير تفاحة فاخذ يقطعها بالسكين فشاء الله ان يقع السكين على اصبع الامير فيقطع الاصبع بكامله فتألم وتوجع فقال الوزير للامير الخيرة في ما اختاره الله لك عل في قطع اصبعك خير فغضب الامير على الوزير ثم سجنه فلما ادخله السجن قال الوزير الخيرة فيما اختاره الله لي لعل في السجن خيرا لي مرت الايام فاراد الامير ان يخرج للصيد وكان مشغوفا بالصيد وكان من عادته ان يخرج بالوزير معه لكن الوزير مرهون في السجن اخذ الامير يصول ويجول في الغابة فاذا بعصابة وثنية كانت تعبد الاوثان فاخذت ذلك الامير لتقربه قربانا للالهة التي كانو يعبدونها فلما اخذو الامير وارادو ان يذبحوه قربانا لالهتهم اذا باحد الوثنيين يصيح على اصحابه لا تفعلو لا تفعلو قالوا لم ؟ قال انظرو الى اصبعه وكان من عادتهم انهم ينزهون الهتهم فلا يقربون لها قربانا ناقصا او معيبا فتركوه وشأنه فرجع الامير الى مملكته فلما رجع الى مملكته تبين له قول الوزير الخيرة فيما اختاره الله ولعل ما اصابك من قطع اصبعك خيرا لك فاستدعى الامير الوزير فقال له الامير احسنت جزاك الله خيرا لقد عرفت قولك يوم حصل لي كذا وكذا ولكني سائلك يوم ادخلتك السجن قلت الخيرة فيما اختاره الله لي لعل السجن خيرا لي فماذا تقصد بكلامك ؟ قال الوزير ايها الامير انه من عادتنا ان نخرج انا وانت الى الغابة فلو حصل انك لم تسجنني لخرجت معك الى الغابة ولاصبحت انا القربان لتلك الالهة ولفقدت حياتي من حينها فاختار الله لي السجن ليمنعني من الوفاة