محمد التركي .. وحوارٌ ساخِنٌ مع أجيال
أجيال – أمل بنت عبدالله
شاعرٌ تخطى حدود الإبداع
ومنشِدٌ أطرب الآذان
وإعلاميٌ تلألأ بين الكِبَار
محمد التركي هو ضيف أجيال ومعه يطيب لنا اللقاء
الضيف في سطور
محمد بن عبدالله التركي .. من مواليد 15/10/ 1403
بكالوريوس لغة عربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودبلوم إعلام من جامعة الملك سعود .. حاصل على دورات في الإعلام والإنشاد ..
مذيع في القناة السعودية الأولى وفي إذاعة القرآن الكريم.. قدمتُ عدة برامج تلفزيونية منها برنامج فتاوى والمحجة البيضاء وقهوة الصباح ..
وفي عالم النشيد كانت انطلاقتي عبر شارة فيلم بوابة المجد ثم ألبوم فارس لايترجل مع الأستاذ عادل الهويريني والأستاذ إبراهيم السيف من إنتاج مؤسسة رياض .. ثم تلاها العديد من المشاركات ..
..
متى بدأ محمد التركي كتابة الشعر ؟
وبمن تأثر ؟ وما أول بيت قاله ؟
البدايات كانت في المرحلة الابتدائية .. وكانت متعثرة جدا وسطحية وجدا .. والموضوعات بحجم تفكير طفل صغير لا تتجاوز الحياة لديه حدود المنزل .. ولكنني فهمت بعد ذلك أن الشعر يجب أن يرتقي عن ممارسات الحياة اليومية المتكررة ..
أما أول بيت فالأفضل لي ولكم أن يبقى حبيس الأدراج البالية ..
تأثرت بأحمد شوقي وإيليا أبو ماضي وهما رفيقاي منذ الصغر .. ثم المتنبي وإبراهيم ناجي والبردوني وغيرهم ..
أقرب قصيدة تحب قراءتها أو سماعها سواء لك أو لغيرك من الشعراء ؟
أقرب قصائدي لي ” الرحيل إلى الهاوية ” ..
وأقرب قصائد غيري لي كثير لعل منها المطر للسياب وشيعت أحلامي لشوقي وكفى بك داء للمتنبي .. والأقرب تختلف دائما بحسب الحالة الشعورية التي يمر بها الإنسان ..
لمولد أي قصيدة مخاض أليم حدثنا عن ذلك ؟
وهل لكتابة القصيدة طقوس معينة ؟
كتابة الشعر تتطلب الداعي أولا للكتابة .. وإذا افتقد الشاعر الداعي للكتابة يفتقد الشعر وهنا يحس بغربة لا تنفك تؤرقه ..
هذا البحث الدائم عن مطلع قصيدة مضنٍ للغاية .. وإذا حضر الداعي .. ربما تفتقد للفكرة أو زاوية جديدة للتصوير وهنا معاناة أخرى ..
وإذا حان موعد الشعر تحضر متعة الكتابة .. كالإبحار في عالم افتراضي بين الخيال والواقع ..
لكل شاعر طقوسه الخاصة .. وأجواؤه المحفزة للشعر .. وربما أحتاج للهدوء التام دائما ..
الشعر النبطي بدا أقرب للناس من الفصيح حتى سارت الركبان ببعض قصائده ما وجهة نظرك حول ذلك
, وما رأيك بانتقاد البعض له ؟
الشعر النبطي حبيس زمنه ومكانه .. مهما لقي من الإطراء والمديح .. يبقى في دائرة اللهجة التي كُتب بها .. والزمن الذي قيلت فيه .. لأن اللهجة العامية سريعة التبدل ..
أستمتع بالشعر العامي وأفضله مسموعا في المجالس لا مقروءا .. وأرى أن المشكلة تكمن في عامية التفكير لا عامية الشعر نفسه .. أن يهبط المعنى وتنزل الفكرة إلى مستوى التوافه في الحياة اليومية فيصبح الشعر صالحا لكل شيء .. الشاص والجمس والأكل وفواتير الكهرب وهلم جرا ..
الشعر العامي إذا ارتقى بفكره وتخلص من أنصاف الشعراء الذين يكتبونه وزنا وقافية فقط .. فإنه يستحق الاستمتاع به ..
أما النقد فمطلوب لكل شيء .. لاسيما إن كان هادفا .. وإن كان نقد مغرض فهذا لابد من وجوده شئنا أم أبينا ..
هل سنرى لك ديواناً مطبوعاً عن قرب ؟
لديّ من القصائد ما يكفي لطباعة ديوان أو مجموعة شعرية .. غير أني لا أحبذ الاستعجال في طباعته .. الشاعر بطبيعته متجدد ويبحث عن تطوير نفسه وشعره وإذا كان بإمكانه أن يصبح أفضل وأن يقدم للقراء ما هو جدير بالقراءة وللتاريخ ماهو جدير بالبقاء ..
يا صاحبي طال الجفا
وعلى غصن غزة من بعد عام
أناشيد رائعة كان لها وقعها على المستمعين
لجودة الكلمات والأداء الرائعين
فكم هي عدد القصائد المنشدة لك حتى الآن ؟ وهل تُفضل أن تكون من كلماتك ؟
البداية كانت بـ ” ألا يا نفس ” ثم ” يا نائح الدوح ” من توزيع الأستاذ سلطان المسعود .. ثم توالت الأعمال بعضها ظهر والكثير في طي النسيان .. من أعمالي ” شهر الصيام ” وهو نشيد أعتز به .. و” أسكنوني ” الذي كان تجربة جديدة من خلال إنشاد الشعر الذي يغيب تحت الرمز والمجاز .. ونشيد ” يا أخي وين ” من توزيع الأستاذ محمد العود ..
وعدة أناشيد أخرى .. الكثير منها كان من توزيع الأستاذ عادل الهويريني ..
ولا أفضل إنشاد كلماتي .. أولا لأن العمل الجماعي أجمل وتظهر فيه الاحترافية .. ثم إن ما أكتب ليس مناسبا دائما للإنشاد .. فهناك فارق بين الشعر المخصص للنشيد وغيره من الأشعار ..
ما رأيك بحركة النشيد الآن ؟ وما نصيحتك للمنشدين المبتدئين ؟
النشيد يشهد ولادة جديدة بعد فترة من الضياع الطويل تحت وطأة الهواية والمكسب المادي .. زمن الألحان ” المعلبة ” والقصائد التي تُكتب في الاستديوهات سينتهي لأن الجمهور أصبح أكثر وعيا ..
النشيد فن يحتاج للكثير من الدراسة والتدريب والخبرة .. والإيمان بالتخصص .. كل ذلك سيؤدي إلى التأثير وإيصال الرسالة بصورة راقية ..
المنشدون .. وأنا أحدهم .. يجب أن يصقلوا مواهبهم بالتمرين المستمر وبالاستفادة من خبرات الآخرين .. الاتكاء على الموهبة ليس كافيا للوصول .. نحن بالدورات والاحتكاك بذوي الخبرة نختصر الكثير من الوقت ونضيف سنوات من العلم لأنفسنا ..
برزت في الإعلام السعودي كأحد الوجوه الشابة
ومن خلال الإذاعة والتلفزيون .. فماذا أضاف لك الإعلام ؟ وماذا أخذ منك ؟
الإعلام مجال رحب لتوسيع دائرة المعارف وللاستفادة من الشخصيات الإعلامية الواعية المثقفة .. والظهور فرصة لإيصال الرسالة التي يؤمن بها الإعلامي ..
حتى الآن .. الإعلام لم يمنحني الكثير .. والطريق مازال طويلا .. والوقت مبكرا ..
الإعلام سرق مني النوم بهدوء .. !
رمضان شهر القرءان يطرق الأبواب كلمة لهذا الضيف الكريم ؟
رمضان أتى ليغسل الأرواح المنهكة .. بعد عام من الغياب .. القلوب ظمأى للشرب من أنهار الضياء الممتدة من ليله حتى نهاره .. بلغنا الله وإياكم الشهر الكريم ..
كلمة أخيرة
أشكركم على هذا اللقاء وأرجو أن تغفروا الزلل
وهنا رابط اللقاء في مجلة أجيال :
http://ajyaal.ma3ali.net/articles-action-show-id-601.htm