التجاوز إلى المحتوى
ابنة أختي تلك الطفلة الصغيرة البريئة أخذت تحضر حاجيات المدرسة وعندما أرادت أن تضع حذائها الجديد ( أكرمكم الله ) تفاجأت أختي بأن في أسفل الحذاء لفظ الجلالة ( الله ) في أسفله والعياذ بالله ولا يلاحظ ذلك إلا من دقق النظر . أذكر أن هذا الشيء انتشر قبل مدة من الزمن ثمَ اختفى ولله الحمد ، لكن هاهم أعدائنا يرجعون فيكتبون اسم ( الله ) في باطن الأحذية ، تساءلت : ياترى من المسئول عن هذا العمل ؟ وكيف لاينتبه البائعون لمثل هذه البضاعة التي ضررها أكبر من نفعها ؟ وكسادها في نظري وخسارة الملايين هي والله أفضل من الإهانة للفظ الجلالة (الله ) .
لا أقول إلا : حسبنا الله ونعم الوكيل .
رن جرس المنزل ، يتراكض الأطفال …مييييييييييييين؟؟؟ (أنااااا افتح الباب )! أترك سماعة Entr phone وأذهب بنفسي لأفتح ،فأقول : من بالباب ؟ فتأت الإجابة ( أناااااااا أنا ااااااااااا ) طيب من أنت لكي أفتح ؟ سبحان الله هذه العادة موجودة حتى الآن رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كرهها حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَقَالَ مَنْ ذَا فَقُلْتُ أَنَا فَقَالَ أَنَا أَنَا كَأَنَّهُ كرهها . رواه البخاري
سألت نفسي كثيراً : لماذا نهتم ونحزن على أمور تافهة
ونجعل لها حيزاً من تفكيرنا واهتماماتنا وهي لا تذكر
أولا تستحق كل هذا .
رغم أن الإنسان يملك السعادة لكنه لا يراها فيُسافر في طلبها
ولو فتش في داخله لوجدها .
السعادة قد تكون قريبة منك ومع ذلك تذهب تبحث عنها بعيداً
ولعل حكاية حقل الألماس المشهورة توضح ذلك
: وهي عن مزارع ناجح عمل في مزرعته
بجد ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا
المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس ،
والذي يجده منهم يصبح غنياً جدَاً ، فتحمس للفكرة ،
وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس .
ظلَ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد
شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا
أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك .
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا
، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع ، ولما التقطه فإذا هو
قطعة صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر ويُنقِب بجد واجتهاد
، فوجد ثانية وثالثة ، ويا للمفاجأة ! فقد كان تحت هذا الحقل منجم
ألماس .
يألم الناس من حولك ، وترى في قسمات وجوههم الفُتور والحُزُن ،
المصبُوغ بنكهة الرضا بالحال .
تجد في لغة عيونهم شيئاً لا تستطيع قراءته ، رموزاً لا يفهمها
سواهم .
تُريدُ وتسعى جاهداً أن تكون قريباً منهم ، كي يُلقون عن عواتقهم
ما أرَق جفونهم ، لكن دون جدوى .
إن الإنسان بهذه الحالة يشعر بالغُربة وهو بين ناسه ومُحبيه .
يشعر بالألم والحرمان ، بضياع الإنسان الثقة الذي يشكو له
ويفضفض إليه .
رغم أن الإبتسامة لا تفارق محياه إلا أنَها باهتة اللون ، وكأنما
شُقت قسراً .
هؤلاء الناس شريحة من المُجتمع تعيش بيننا ، ولكن هل مددنا
لهم يد العون لتهدأ نفوسهم ، و يخرجُوا إلى بر الأمان .
الوضوء للصلاة ، فرضه الله تعالى على هيئة يسيرة ، فالمرء المسلم يطهر في وضوئه أربعة
مواضع من أعضائه فقط ، وهي الوجه واليدان إلى المرفقين غسلاً ، والرأس مسحاً بلا غسل ،
والرجلان إلى الكعبين غسلاً .
ففي الوجه ، النظر والشم والكلام ، وفي الرأس السمع والفكر ، وفي اليدين البطش ، وفي
الرجلين الخطى .
ولما كان عمل المرء في هذه الحياة ، لايكاد يخرج عن عضو من هذه الأعضاء ، ولما كان
المرء بطبعه خطاءً ، فقد يأكل الحرام أو يتكلم به ، أو ينظر إليه أو يشمُه ، وقد يسمع الحرام
أو يمشي إليه أو يمسك بالحرام أو نحو ذلك . كان بحاجة ماسة ، إلى مايعينه ، على تطهير
أدرانه ، وتكفير ذنوبه التي اقترفها بتلك الجوارح ، فشرع برحمته وحكمته الوضوء ، يُزيل به
الإصر والغل .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا توضأ العبد
المسلم ، أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء ، أو مع
آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء ، أو مع
آخر قطر الماء ، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر
الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب ) رواه مسلم
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله : ( هذا الوضوء تطهر فيه هذه الأعضاء
الأربعة ؛ الوجه ، واليدان ، والرأس ، والرجلان ، وهذا التطهير يكون تطهير حسياً ، ويكون
تطهيراً معنوياً . أما كونه تطهيراً حسياً فظاهر ، لأن الإنسان يغسل وجهه ، ويديه ورجليه ،
ويمسح الرأس ، فإذا تطهر الإنسان لاشك أنه يطهر أعضاء الوضوء تطهيراً حسياً ، وهو يدل
على كمال الإسلام ، حيث فرض على معتنقيه أن يطهروا هذه الأعضاء التي هي غالباً ظاهرة
بارزة .
أما الطهارة المعنوية وهي التي ينبغي أن يقصدها المسلم ، فهي تطهيره من الذنوب ، فإذا
غسل وجهه ، خرجت كل خطايا نظر إليها بعينيه . وذكر العين والله أعلم إنما هو على سبيل
التمثيل ، وإلا فالأنف قد يخطئ ؛ والفم قد يخطئ ؛ فقد يتكلم الإنسان بكلام حرام ؛ وقد يشم
أشياء ليس له حق أن يشمها ، ولكن ذكر العين ، لأن أكثر مايكون الخطأ في النظر .
فلذلك إذا غسل الإنسان وجهه بالوضوء خرجت خطايا عينيه ، فإذا غسل يديه خرجت خطايا
يديه ، فإذا غسل رجليه خرجت خطايا رجليه ، حتى يكون نقياً من الذنوب . ولهذا قال الله تعالى
حين ذكر الوضوء والغسل والتيمم : ( مايريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم )
يعني ظاهراً وباطناً ، حساً ومعنى : ( وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) المائدة – 6 فينبغي
للإنسان إذا توضأ أن يستشعر بهذا المعنى ، أي أن وضوءه يكون تكفيراً لخطيئاته ، حتى يكون
بهذا الوضوء محتسباً الأجر على الله عز وجل ).