التجاوز إلى المحتوى
كان الطريق مزدحماً جداً .
يا إلهي متى نصل ؟ رددتُها بتأفف .
كما توقعت حادثٌ أربك السير في العاصمة الرياض .
دورية أمن تعقُبها سيارة إسعاف – سترك ياآ الله –
الأنفاس محبوسة ، اللهم أُلطف بنا .
تمرُ السيارة التي تقلني أمام الحادث ، وكالعادة تجمهرٌ يُعيق فُرصة النجاة .
ومن بين الجموع لمحتُه شاب ممدد على الأرض ، شكلُهُ يوحي
بالخوف أقصد بالموت .
دمعةٌ حرَى تسيل من عيني ياترى كيف ستستقبل أسرته هذا الخبر
المفجع ؟
وبينما أنا كذلك إذ بشابٍ لايقلُ عمره عن الآخر
لكن الفرق أن الأول ميت والآخر حي !!
يلتقط بكاميرا الجوال وبكل ما أُوتي من قوة ، صورةً حيَة لذلك الشاب ضارباً بتعاطف الجسد الواحد ، وبالمشاعر وبهيبة الموقف عرض الحائط .
ألهذه الدرجة يُستهان بالموت وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( كفى بالموت واعظاً )!
مابالُ تلك القلوب التي تحجرت فلم تعُد تفرق بين صواب وخطأ؟
من لم يتعظ من هذا الموقف فمتى يتعظ ؟
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .