رَجُلٌ بِأُمَة

رَجُلٌ بِأُمَة
أجرت الحوار : أمل عبدالله القضيبي

رجلٌ بأُمة سخر وقتَهُ وجُهدَهُ مِن أجلِ الدعوةِ إلى الله في أفريقيا
رُبع قرنٍ لم تثنه عن مواصلةِ العملِ مبتغياً قي ذلك ما عندَ الله من الأجرِ والثواب
حياتُه مدرسةٌ لجيلِ اليومِ ولأجيالٍ قادِمَة
في حوارٍ مع أجيال يفتح لنا الدكتور عبدالرحمن السميط قلبه، وينقل لنا صورةً حية لأوضاع الدعوة في القارة السمراء :




السيرة الذاتية
د. عبدالرحمن حمود السميط
متزوج وله خمسة أبناء

المؤهلات العلمية :

خريج جامعة بغداد – كلية الطب – يوليو 1972 مM.B.CH. B.
دبلوم أمراض مناطق حارة – جامعة ليفربول – أبريل 1974 م
تخصص في جامعة ما كجل – مستشفى مونتريال العام – في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي
– يوليو 1974 م ، ديسمبر 1978 م
أبحاث في سرطان الكبد جامعة لندن – مستشفى كلية الملوك – ( كينجز كوليدج ) – يناير 1979 م ،ديسمبر1980 م

العمل :
طبيب ممارس في مسنشفى مونتريال العام ( 74 – 1978 م )
طبيب متخصص – مستشفى كلية الملوك – لندن ( 79 – 1980 م )
طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي – مستشفى الصباح ( 80 – 1983 م )
– منذ 1983 م متفرغ للعمل في لجنة مسلمي أفريقيا / جمعية العون المباشر كأمين عام ثم رئيس مجلس الإدارة
– حتى 2008 م
– حالياً مدير مركز أبحاث دراسات العمل الخيري – الكويت


ما أهم السمات التي لابد أن يتحلى بها الداعي إلى الله ؟
• أهم ركن فى الدعوة هو الحكمة فهى مفتاح القلوب ثم العلم بأركان الإسلام ومبادئه والإخلاص لله عز وجل.


أكثر من ربع قرن في أفريقيا ماذا حققت خلالها من إنجازات ؟
• أهم إنجاز هو شعورى بالسعادة وأنا أخدم أخواني المسلمين فى أفريقيا طوال 31 سنة. نعم لقد وفقنا الله إلى هداية أكثر من 11 مليون شخص إلى الإسلام وبنينا 860 مدرسة يدرس فيها نصف مليون طالب فقير وثلاث جامعات وحفرنا 11 ألف بئر ماء وبنينا 5500 مسجداً ولدينا 4000 معلم وداعية …. الخ ، لكن الإنجاز الأكبر هو فى رؤية المئات من أيتامنا الفقراء والذين كانوا مشردين، تخرجوا من الجامعات أطباء ومهندسين وخبراء فى المنظمات الدولية وسفراء ….الخ. والإنجاز الأكبر هو فى زرع الأمل بيوم أكثر إشراقاً فى المستقبل فى نفوس الملايين من المسلمين.


وهل أنتَ راضٍ عما قدمته ؟
• لم أرض يوماً عن نفسى ودائماً أتطلع إلى نتائج أفضل.


الإسلام يزداد يوماً بعد يوم في أفريقيا رغم قلة الإمكانات إلى ماذا تعزوا ذلك ؟
• الإسلام ينتشر والفضل ليس لما يقوم به الدعاة، ولكن ردة فعل الإنسان العادي لما يراه من أعداء الإسلام، حتى الإنسان الأفريقي غير المسلم يتعاطف مع الإسلام بسبب الحرب على الإسلام ،وبعضهم اعتنقه.. يضاف إلى ذلك أن الإسلام وعقيدته تتماشى مع فطرة الإنسان ،وليس فى الإسلام التعقيدات العقائدية الموجودة فى بعض الأديان.


فقه الأولويات وحاجة الشباب المتحمس للدعوة إليه .. هل بات ضرورياً؟
• إن تطور أسلوب الدعوة أقره القرآن والسنه النبوية الشريفة، فلكل مجتمع أولويات ونظرة وقيم وعادات تختلف عن المجتمعات الأخرى، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار لهذه الاختلافات. وخطابنا لمجتمع أفريقيا يختلف عن خطابنا لمجتمع فى الكويت والسعودية، والمؤلم أن بعض شبابنا يركز فى خطابه للناس فى أفريقيا على بدع وجزئيات مثل الاحتفال بالمولد النبوى وينسى عبادة الأصنام والأرواح والزنا فى داخل المساجد والسحر فى بعض المجتمعات هناك.
لابد من تثقيف هؤلاء الأخوة بفقه الأولويات وفقه الواقع.


أين يجد د. عبدالرحمن السميط طعم السعادة ؟
• أجد طعم السعادة حينما أرى شاباً قد تعلم واستلم منصباً راقياً وإلتزم بالقيم العليا ، وأتذكر كيف كان عندما انتشلناه من الفقر والجوع والمرض.
أجد طعم السعادة حينما أفتتح مدرسة فى منطقة لم تعرف طعم التعليم.
أجد طعم السعادة حينما ترتفع سبابه إلى السماء تشهد لأول مرة بوحدانية الله.


كيف تتم متابعة المراكز الإسلامية في القارة السمراء ؟
• هناك إدارة تراتيبية فى كل بلد نعمل به تبدأ من مشرف أيتام يتابع 50 يتيماً ثم مدير مركز ثم مدير مكتب فى كل دوله بالإضافة إلى محاسبين ومهندسين وإداريين ثم هناك موظفين فى الكويت يتابعون مختلف الأنشطه التى نقوم بها.


موقف أثر فيك ولا يزال عالقاً في ذهنك خلال رحلتك الدعوية .
• المواقف كثيره، وفى كل يوم أمر بمواقف جديدة تشعرنى بالألم لتقصيري مع خالقي.
أذكر يوماً أننى ذهبت للدعوة وأحسست بالجوع والعطش ( أنا مصاب بالسُكرى) ولم يكن معى ماء ولا طعام ، وأضطررت لشرب مياه الأمطار التى تجمعت فى الحفر التى حفرتها عجلات السيارات وكان الماء مليئاً بالطين ولكن عندما رأيت أشخاصاً يموتون من العطش بسبب عدم نزول الأمطار وجفاف الأنهر، أحسست بعظمة ونعمة الله علينا.
ثم هناك المئات من الأطفال الذين ماتوا بين يدى أو يدى أبنائي وزوجتي أو أمام أعيننا بسبب الجوع رغم أننا كنا نستطيع إنقاذهم بوجبة لا تزيد كلفتها عن 16 هلله لو أدركناهم مبكراً.

هناك قبائل عربية الأصل في أفريقيا اعتنقت الوثنية بعد الإسلام.. حدثنا عنها .
• فى كل سنة أكتشف قبيلة أو اثنتين كانوا مسلمين ولكن بسبب إنقطاع الدعاة عنهم ،أو بسبب تصرفات رعناء لدعاة لايعرفون الحكمة تحولوا للوثنيه.
وقد أكتشفت مؤخراً قبيلة (اللهويا) ثانى أكبر قبيلة فى كينيا أسلمت قبل 140 سنه وأقامت مملكة إسلامية هى مملكة (مومياس) الإسلامية ، لكن مع الأسف بسبب عدم قيام الدعاة بواجبهم بدأ الإنحراف حتى وصلت نسبة الإسلام بينهم الآن إلى 2% . ونحتاج إلى برنامج دعوى ضخم وأمكانيات هائله تشمل فتح مدارس ومعاهد وتعيين دعاة وشراء وسائل مواصلات ودعم للطلبه المسلمين فى الثانويات والجامعات وترجمة الكتب … الخ. وأنا على يقين بأنه لو توفرت الأمكانيات لأستطعنا أن نحقق خططنا خلال 25 عاماً بإذن الله.ونعيد الملايين إلى الإسلام، ولكن أكرر ان هذا يحتاج إلى إمكانيات مالية وبشرية هائلة ولكن الامل كبير فى تعاطف أخواننا المسلمين.

ما هي ثمرات الدعوة في أفريقيا لاسيما و الصعوبات التي تواجهكم من الزحف التنصيري في تلك المناطق ؟

• نحمد الله أن العقيدة الإسلاميه قريبة جداً لقلوب الناس غير المسلمين فى أفريقيا، ولا أستغرب إذا ما أسلم أكثر من 100 شخص فى قرية فى يوم واحد، ورأينا ذلك مئات المرات، لكن حدوث ذلك يستدعى أرسال دعاة يعقدون دورات للمهتدين الجدد، وهذا فيه كلفة مالية وجهد.
الصعوبات موجودة ولكننا قادرون على مواجهتها بالحكمة والموعظه الحسنه، كما فعلنا دائماً خلال 31 سنه من عملنا.

11/ دور الزوجة والأهل قي دفعك لمواصلة مسيرتك الدعوية ، وهل لديك الرغبة في إشراك أبناءك فيها ؟
• لا يمكن إهمال أهل الداعية إطلاقاً ومالم يتم إشراكهم بالعمل حتى يعرفوا قيمته فإن المنزل يتحول إلى قطعة من الجحيم.
أحمد الله على أن زوجتى قامت بتربية أولادى الخمسة خلال غيابى عنهم وتحملت عبئاً ثقيلاً دون أن تشتكى أو تنبس بكلمه جزاها الله خيراً.
ولولا الله اولاً ثم زوجتى لما أستطعت أن أتفرغ للعمل الخيرى. وأتمنى أن يرزقنى الله الإمكانيه الماديه لأفرغ أصغر أبنائى د. عبدالله (طبيب بيطرى) للدعوة فى أفريقيا حتى لا أجعله أسير وظيفته، وهو يحب الدعوة فى أفريقيا ومارسها سنوات وليس ذلك على الله بعزيز.


مجلة الكوثر مجلة رائدة جميع من اطلع عليها شهد لها بالتميز حدثنا عنها ، ولماذا هي قليلة الانتشار أسوة ببقية المجلات التي انتشرت بصورة كبيرة ؟
• توزيع مجلة الكوثر ليس بيدى، وأحلامى فى تطوير الكوثر كبيرة لكن العين بصيره واليد قصيره.


كلمة أخيرة
** من كان له عزيمه وأهداف يسعى لتحقيقها سوف يصل بإذن الله شرط أن لا يستسلم.
** السعادة الحقيقية ليست فى جمع الأموال وبناء القصور وشراء الملابس والسيارات، ولكنها فى إدخال السرور والسعادة فى قلوب الآخرين.
** لا تيأس اذا فشلت فهذا طريق النجاح.
** إزهد فيما فى أيدى الناس يحبك الناس.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,,


خادم الدعوة
د. عبدالرحمن حمود السميط

رابط اللقاء في أجيال

http://ajyaal.ma3ali.net/articles-action-show-id-692.htm

ردّين على “رَجُلٌ بِأُمَة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *