أنتظرك 


ينبض قلبي حين أكون معك ، أشعر بروحك الجميلة ، 
وحبك اللامحدود ، أظل صامتة لأستزيد من عذوبة كلامك ،
أتظاهر باللامبالاة لأختبر شعورك .
تسألني دوماً وتذكرني بأشياء كثيرة ، أتظاهر حيالها بالنسبان ،
كي لا يفتضح أمري ، فتعلم أني صاحبة ذاكرة حديدية لا تنسى .

تتقد غيرتي من أبسط الأمور ، أثور كبركان سرعان
ما يخمد بِنظرة أو لمسة كما الصغار .

طفلتك المدللة أنا ، والتي لا تعصي لها أمراً ، 
جنوني يزداد حين حضورك ، وحين تغيب تنطفئ جدوة شوقي
كرماد .

أبكي بصمت ، أجلس لوحدي ، أضم وسادتي كل ليلة ،
أنتظرك .. ولا تأتي !

Alone 


سأعتاد الوحدة من الآن فصاعداً !

عمرٌ أنهكه الانتظار آن له أن يستريح .

وأن يلتفت لنفسه قليلاً ، أن يعيش الدور الذي كان يؤديه

طيلة حياته ، دون مجاملات أو مكآفئات .

كان ينتظر محبيه بشوق ، وحين يلتقيهم بعد رحلة عناء ،

يقابلونه ببرود ثم عتاب وغياب !

مشكلته الوحيدة هي قلب يحِن ويشتاق ، يسأل ويتفقد .

أما الآن فقد تعِب وقرر أن يأخذ إجازة طويلة دون قلق 

أو هم ، أو وهم يُسمى لقاء .

صاحبة الريشة

مالذي يخبئه لي المستقبل يا تُرى ؟

أي حُلمٍ سيعانقني من جديد ؟

أي واقع ستهديه لي الأيام ؟

بنظرة تفاؤل بغد مشرق .. كل شيء سيبدو على ما يُرام .

أكتم الكثير .. وأبوح بالقليل جداً !

أنا صاحبة الريشة والقلم الوفي ، 

الذي تعود منذ أمد بعيد أن يبقى معي ، وأن لا يتخلى

عني تحت أي ظرف كان .

لا يغيب ، ولا يتأخر ، وحين أحتاجه أجده بين يدي .

لا يؤذيني بل يكتب بصمت على لساني .

كم أنا فخورة بصديق لا يملني ، ولا يهجرني ، يفهم تقلبات

مزاجي ، يعلم بأن للأنثى كبرياء لا يقف أمامه أحد إلا ويهزم ،

تفضحها دموعها مهما أوتيت من قوة فهي حنونة .

يدلها قلبها ، ويمنعها عقلها عن أمور كثيرة ، 

تصمد وتقف كالطود في وجه الأزمات ، وتدعو الله في أدبار

الصلوات بأن يذلل لها الدروب والعقبات .

خريف


جاء الخريف .. ومررتُ بذات المكان الذي جلسنا فيه سوياً

هل تذكره ؟

لقد سمعتُ ضحكاتنا فيه ، وحديثنا وكل شيء !

هل كُنتَ أنت أم طيفك الذي زارني هذا المساء ؟

مرت أعوام منذ التقيتك ، وكأنها أيام بالنسبة لك .

ما أثقل الذكرى على إنسان يحمل ذاكرة لا تنسى .

فكرة تراودني عنك ، لكني أحاول التماس عذر خفي قد لا يُغتفر !

إنني لا أُفكر حالياً إلا في إسعاد نفسي 

الفرح والسعادة يطيلان في عمر الإنسان 

لذلك صيرتك ارشيفاً أمر به حين أنفض الغبار عن أوراقي

لأعيدها من جديد .

لم تعد لصورتك ملامح واضحة ، كمن نبش قبراً ليتذكر صورة

محبوبه !

الانتظار والحزن ودعتهما في محطة القطار الذي حملني لحياة

جديدة .. ليس للخداع ولا للكذب ولا المراوغة والهروب إليها سبيل

حياة اخترتها بنفسي .. ولنفسي الإكرام والعزة وكل الاحترام

كل عيد

كل عيد تسقط بعض الأسماء التي أُهنِئها سهواً ثم أصبح
 الأمر بمرور السنوات عمداً
 ،أنا التي لم تنس أحداً إلا وعايدته في العيد 
سواء برسالة SMS أو واتساب أو عبر بريد إلكتروني أو
عبر شبكات التواصل .

العيد جميل حين يذكرك الناس ولو برسالة، لكن ماذا عنك ؟
أليس من حقك التهنئة بالعيد ؟

لماذا ينسل الناس من واجباتهم ، فيذكرون صاحب المصلحة 
والعمل قبل القريب والصديق ، ربما لأنهما سيلتمسان العذر له
ككل مرة .

لقد مللت هذه اللعبة ، وكأننا نُجامل بَعضُنَا بعضاً !
 ألم يكن بيننا عيش وملح كما يقال ؟

لماذا أصبح البرود واللامبالاة حتى في المناسبات الرسمية
 ومن خلال وسائل تواصل بين أيدينا ومع ذلك نستثقل الأمر !

أنا هي أنا لم أتغير .. السباقة كما يسمونني ، لكنني سئمت
التواصل مع من لا يقدرني ، ويتلهف كي يبعث لي رسالة تهنئة
كما يسعد حين تصله رسائل التبريكات .

أصبح البعض مُبرمجاً كآلة ، من يرسل لي أولاً أُرسل له ، ومن لم 
يرسل لن أُرسل له !

والرسالة تنسخ وتلصق كما هي ، بدون مشاعر ولا أحاسيس 
صادقة !

كُنتُ في السابق أُنمق أي رسالة وأكتبها بنفسي ، لكنني أصبحت
 أكتب رسائل تهنئة روتينية تشبه ما يُرسل إلي ، لأن كل من يرسل 
يكون قد أشار في خانة التحديد لكل الرسائل وأرسل ذات الرسالة 
للجميع ، لم يُكلف على نفسه ، والبعض ينسى حتى أن يمحو اسم
 المرسِل إن كانت الرسالة أعجبته فأراد أن ينتحل اسمه ولو حرفياً !

متى تعود للرسائل قيمتها ، وللمناسبات لذتها ، بمن يسأل عنك
ولا يملُّك ، يتفقدك ويرسل قبلك ، يكتب لك بكل جوارحه رسالة 
من القلب إلى القلب .