وحيدة

سأمضي وحيدة في هذا الدرب الطويل ،

لن يرهبني الظلام ، لأن قلبي هو مصباحي ،

سأترك عاداتي التي تمقتها لعلك تفتقدها يوماً فتذكرني.

أناديك فلا تسمعني !اليوم لن أنادي 🙁

سأطبق شفتي وأسمع دقات قلبي ،

هل يكفي أن أغادر بصمت ،

هل تزعجك خطواتي ؟

مشيت حافية وخائفة من أشباح تتراكض في الظلام .

هل سأجد يدك ممدودة لي حين أتجاوز النهاية ؟

هل ستسندني حين تخور قواي أو تتركني ؟

سأنتظر قليلاً قبل أن تبتلعني المتاهة .

إن لم أجدك هناك فلن أبالي .

إليك

إليك ..

حيث تكون مُقيماً أو على بساط الريح مسافراً

بوصلة قلبي تُشير إلى مكانك فأعرفه ،

ألتمس العذر ليس لأحد إلا لك ،

أختنق فأكتب إليك لأرتاح ،

وإن لم يصلني رد فقد تشربت طبعك ،

وإن كُنتُ أفور كما يفورُ الماء ثم أهدأ

جِبلَّةٌ خُلِقت فيني .

لا أُحِبُ الدم البارد ، لأنه يميتني وأنا حيَّة .

ومع ذلك فأنا مُنسجِمة مع أصناف البشر

المُخْتَلِفةِ عن طباعي إلا مع جبل الجليد الذي يسكنك ، فإنه يقتل كل شيء جميل فيّ .

رُبَّما لم تكن تشعر بما يعتريني حين تغيب ، لذلك اسمح لي أن أغيب ولا تسأل عني .

سيبدأ عام جديد وسأتجاهل دقات قلبي

سأمضي وسألوح لك من بعيد وداعاً .

الخميس ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧م

تفريغ ذاكرة

أمُر بمرحلة تفريغ ذاكرة ،فأنا أستحضر أشياء قديمة

بمجرد رؤية ما يتعلق بها .

مررت قبل أيام بشارع قريب منا فتذكرت يوم العيد ، استمعت

لنشيد قديم فتذكرت حنيني لصديقاتي ، منظر الغروب كل يوم

يوحي إليّ بالوداع ، موقف أتذكره قبل أن أنام

فتدمع عيني ، مضى عليه سنين طويلة .

أرى وجهي في المرآة فأبتسم وأنا أضع أحمر الشفاة ، وأضحك

على زمن كنتُ أطلب من أختي أن ترسمه على شفتي .

المنامات التي أراها بين فينة وأخرى تذكرني بأشخاص غابوا

عني لكن قلبي يذكرهم ويتعاهدهم بالدعاء .

حتى كتاباتي الأولى ومذكراتي بدت لي ، فأنا أذكر متى كتبها ولِمٓ .

العجيب بأنني أصبحت لا أحفظ ولا أُخزن في ذاكرتي هذه الأيام

أحداثي اليومية ، كأن ذاكرتي اكتفت بتخزين الذكريات القديمة ،

وليس بوسعها الاحتفاظ بالكثير .

ما أجمل الذكرى الجميلة حين نتذكرها ينتابنا شعور جميل ،

وإن لم نستطع إحياءها مرة أخرى .

حين أقول تفريغ ذاكرة فإن بعض المواقف والأحداث تزورني

على غفلة ، قد أكون بعيدة عما يثيرها ، ومع ذلك أجدني

أستحضر تفاصيلها وكأنها حدثت هذا اليوم .

أيتها الذاكرة الجميلة أرجو أن تكفي عن استحضار

ما يؤلم قلبي مهما كان ، أريد أن أنسى فقط .

مُحال


تموت فينا الرغبة فيأتي من يطلب منا الكلام .. يا عجبي !
قد كنا نتكلم فلا يصغ إلينا أحد ، وحين قررنا الصمت جاء

من يطلب منا الكلام .

من يعيد للروح جوهره ، وللقلم خفته ومرونته ، وللقلب نبضه ،

وللعقل حكمته ، وللجسد راحته؟

من يعيد الليالي ؟

من يعيد الضحكات ؟

من يعيد الناس ؟

حين تترك العالم وتأوي لعزلتك تاركاً أشياء أحببتها ، ثم يطلب 

منك أن تعود لسابق عهدك .. هذا مُحال !

تهشم الشوق 


سأ نسحب بهدوء ، لن تسمع أي  صوت بعد اليوم ،

سترتاح من الإزعاج المستمر ، وسأرتاح من الانتظار الذي

أمقته .

الحُب اهتمام وسؤال  .. ولعلني لم أتعلم من أول درس !

سأُعفيك هذه المرة عن إيجاد عذر مناسب يليق بك ،

لستَ مُضطراً للكذب ، ولستُ مضطرة للتصديق .

حين أُمهِلك فهو باختياري لتجد مبرراً لك ،

لستُ بالغبية للأسف  ، ولا أجيد لعب هذا الدور .

من تجربة لأخرى ، ومن اختبار لآخر ، نفس النتيجة .

تهشم  الشوق  ، ولم أعد أقوى مسايرة هذا الجنون .

وقلبي رغم الألم حتماً سينسى .