أمُر بمرحلة تفريغ ذاكرة ،فأنا أستحضر أشياء قديمة
بمجرد رؤية ما يتعلق بها .
مررت قبل أيام بشارع قريب منا فتذكرت يوم العيد ، استمعت
لنشيد قديم فتذكرت حنيني لصديقاتي ، منظر الغروب كل يوم
يوحي إليّ بالوداع ، موقف أتذكره قبل أن أنام
فتدمع عيني ، مضى عليه سنين طويلة .
أرى وجهي في المرآة فأبتسم وأنا أضع أحمر الشفاة ، وأضحك
على زمن كنتُ أطلب من أختي أن ترسمه على شفتي .
المنامات التي أراها بين فينة وأخرى تذكرني بأشخاص غابوا
عني لكن قلبي يذكرهم ويتعاهدهم بالدعاء .
حتى كتاباتي الأولى ومذكراتي بدت لي ، فأنا أذكر متى كتبها ولِمٓ .
العجيب بأنني أصبحت لا أحفظ ولا أُخزن في ذاكرتي هذه الأيام
أحداثي اليومية ، كأن ذاكرتي اكتفت بتخزين الذكريات القديمة ،
وليس بوسعها الاحتفاظ بالكثير .
ما أجمل الذكرى الجميلة حين نتذكرها ينتابنا شعور جميل ،
وإن لم نستطع إحياءها مرة أخرى .
حين أقول تفريغ ذاكرة فإن بعض المواقف والأحداث تزورني
على غفلة ، قد أكون بعيدة عما يثيرها ، ومع ذلك أجدني
أستحضر تفاصيلها وكأنها حدثت هذا اليوم .
أيتها الذاكرة الجميلة أرجو أن تكفي عن استحضار
ما يؤلم قلبي مهما كان ، أريد أن أنسى فقط .