محبرة وقلم

لنْ أدعَهُ يُفلتْ من قبضتِي هذِه المرة ، فقد هجرتُه طويلاً ، وآثارُ الجفاءِ باديةً

على مُحياه .

أَمَا وقد طَرقَ الباب فقد عاوده الحنينُ بلا شك ، فهو مازال مُشرَئِباً ينظُرُ إلى العُلُو

إلى القمة .

تَعثرَ فأخْطَأَ وأخْفَق .

فنَهضَ يُقاوِمُ بضراوةٍ ليُحققَ الأملَ المنشُود .

ليُعِيدَ الحُلُمَ المنقُوش َعلى صدرِهِ مُنذُ الصِغر .

لا حَياة مع اليأس مــــــــــــادام في الرُوحِ رَمَق ، وفي النفسِ عَزمٌ وإصرَارٌ وهدف .

هذه الحكمةُ قالَهَا حبرُهُ المسكُوبُ بين الورق .

مع أنفاس الشتاء الباردة

مع أنفاس الشتاء الباردة ، وهبوب الرياح النديِة الماطرة ، نتحلق حول مدفأةٍ ، نحتسي خلالها فنجاناً من القهوة الساخنة ،ولا بأس بكوبٍ من الشاي أو الزنجبيل لنشعر بالدفء .

في ليالي الشتاء ، الأمطار تهطل بغزارة ، والرعد بصوته القوي ، يقطع سكون الليل ، وينعكس على زجاج النافذة ، وميض لبرق خاطف ، تدثرت بغطاءي ، وهممت أن أنام  ،ولكن  جال في خاطري من ينامون في العراء ، بلا طعام وبلا كساء ، يفترشون الأرض ، ويأكلون أوراق الشجر ، لا يجد الفرد منهم كسرة خبزٍ ، ولا مذقة لبن  ، ولا شربة ماء .

حالهم في فصل الشتاء يرثى له أتعلم لماذا؟

لأن البرد كالعدو الذي يريد أن يهجم عليهم ، فيستأصلهم من الأرض .  وآخرون فقدوا من يعولهم ، فشعروا ببرود عام لا أم ولا أب يسأل عنهم ، يعتني بهم ، يكفكف دموعهم ، يحتضن آلامهم ، يحقق آمالهم .

هم أيتام بحاجةٍ إلى دفء مشاعرنا ، صدق محبتنا ، قربنا منهم .   هؤلاء وهؤلاء الكُلُ بحاجةٍ إلى دفءٍ من نوعٍ آخر .

وقفة :

كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية : ( إن الشتاء قد حضر فتأهبوا له ، فإن البرد عدوٌ سريعٌ دخوله ، بعيدٌ خروجه ) .