إن الله جميل يحب الجمال
بسم الله الرحمن الرحيم
أتعجب من زوجٍ يطلبُ من زوجته أن تتجمل له بينما لا يُكلف نفسه
تعديل هندامه ، أو حف شاربه ، أو حتى تخليل ما بين أسنانه .
وأتعجب من امرأةٍ تشتري من الملابس والعطور والحُلي ماشاءت
ثم لا يكون لزوجها نصيب من هذا كله بل هو فقط للمُناسبات
والسهرات .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميلٌ يُحب الجمال ) رواه مسلم
وقد قال عبد الله ابن عباس- رضي الله عنهما- عندما: (إني أحب أن أتجمل لزوجتي، كما أحب أن تتجمل لي)
فما أحوج الزوجين للتجمل لبعضهما
الجمال مطلوب لحياة زوجية سعيدة تدوم
ومن العداوةِ ما ينالُك نفعُهُ
قد تستفيد من العدو أكثر من الصديق ، فالعدو يكاسرك بالنقد ، ولا يجاملك
كالصديق ، فتطلع على عيوبك ، والعدو ينافسك فيشحذ همتك على طلب الكمال ، والمبادرة إلى أشرف الخصال ، والعدو يتشفى بعثرتك ، فتصبر وتتجلد فتحصل على ثواب الصابرين ، والعدو يدلك على سيئتك ، فتستغفر منها ، ويخبر بنقصك فتتلاقاه ، والعدو يخبر الناس بخطئك فيذيع لك شهرة
وأجراً وذكراً ، وكلما خمل ذكرك فتش عنك العدو ، وأعلن اسمك بالنوادي
، والعدو يترصدك فيجعلك يقظان دائماً ، تتأمل العواقب وتعد العدة ، والعدو ربما ضايقك فكفر من خطاياك ، فهو مصيبة تؤجر عليها إذا صبرت :
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
من كتاب : حدائق ذات بهجة
د/ عائض القرني ص/ 195
أنتم وقودي وبكم أسعد
عندما أهربُ هنا فإنني ألجأُ إلى بيتي وموطن راحتي ومصدر الأمان المُتبقي
أفرحُ كثيراً عندما أجدُ التفاعل من قارئ وقارئة اختار كلماتي ليقرأها ويتمعن فيها
بينما يوجد هنا وهناك من يكتبون بحرفية وجمال أكثر وأكبر
لكم أنتم الشكر أن استوقفتكم هذه المدونة لتتفاعلوا معها
وتقتطعوا من أوقاتكم لتقرأوا ما فيها
أنتم وقودي وبكم أسعد
دعوة للتأليف
هي دعوةٌ أطلقها هنا لكم أنتم
فأقول مُستعينةً بالله :
هل زُرتَ معرض الكتاب لهذا العام ؟
هل أبهرك هذا الزخم الهائِل من المعلومات والمعارف التي
امتلئت بها بطون الكتب ، وتلك الأيدي التي باتت تقلبُها
وتقتنيها مباشرة .
ألم تُحدثك نفسك في تلك اللحظة عن الحظوظ التي نالت أصحاب
هذه المؤلفات فجعلت من كتبهم مقصداً للناس جميعاً ، ومن أسمائِهم
قائمة يُفتشُ عنها بين ردهاتِ ودهاليز المعرض .
ألم تحدثك نفسك عن التأليف ؟
قرأنا ونقرأُ من الكتب الكثير ، ولدى البعض من العلم والمعرفة
وجودة الأسلوب والتعبير ما يستطيع من خلاله التأليف ، فما الذي
يمنعُ من ذلك ؟
ولتسليط الضوء أكثر على هذه الأطروحة كنتُ سألتُ الدكتور عبدالملك القاسم ( الداعية الإسلامي المعروف ) عن التأليف ،
والدكتور معروفٌ بمؤلفاته التي تنُم عن عقل وفكر فريد ، ورؤية
ثاقبة ،وحكمة ورأي سديد .
ولعل دار القاسم أكبر شاهد على هذه الكتب والمطويات والرسائل
التي نفع الله بها فبلغت ما بلغت وانتشرت في أصقاع المعمورة .
فكانت إجابته كالآتي :
1- متى يصل الكاتب لمرحلة تأليف كتاب لاسيما وأن بعض العلماء لم يبدأ التأليف إلا بعد سن الأربعين؟
يصل الكاتب لمرحلة التأليف متى وجد الرغبة وأنس الكفاية وملك أدواتها وليس العمر مقياسًا لذلك فقد ألف الشيخ السعدي تفسيره دون الأربعين وكذلك الإمام النووي وغيرهما من كبار العلماء.
2- ما هي المراحل التي يتبعها من أراد التأليف؟
تحديد الموضوع والبحث الجاد في مادته ثم تأليف ما أراد من بين النصوص التي جمع، وإن كانت مادت تعتمد على الإنشاء كالقصص والروايات فيجعل فهرسًا أو علامات ومنارات للكتابة كفصول للكتاب؛ ليسير عليها وبهذا يسهل له الوصول دون تعثر.
3- ما هي المعوقات التي تواجهه؟
لابد من معوقات في طرق الحياة لكنها لا توقف ـ بإذن الله ـ من أراد الاستمرار.
4- هل التقنية الحديث سهلت على الكاتب التأليف؟
نعم سهلت وقربت البعيد.
5- هل يُعد اختيار العنوان للمؤلَّف أمرًا صعبًا؟
أحيانًا قد يواجه صعوبة وقد يضع عنوانًا وليس براضٍ عنه تمام الرضا لكنه ما تيسر.
6- ما الفرق بين تأليف كتاب وبين الرسائل الجامعية؟
الرسائل الجامعية لها ضوابط أكاديمية ومنهجية معروفة، أما تأليف الكتاب فقد لا يلتزم الكاتب بكل تلك الضوابط.
7- ما نصيحتك لمن يملك القدرة على التأليف لكنه لم يبدأ بذلك إما تكاسلاً أو عدم ثقة بنفسه وأنه لم يحن الوقت بعد؟
إذا علم أنه يتعبد لله ـ عز وجل ـ بذلك وأن في ذلك خدمة للدين عندها تكون الهمة عالية والنفس طويل في ذلك، وهذا هو الأصل في كل عمل المسلم نية واحتساب وعمل.