كُن كالسحابِ عُلُواً ونقاءً

قال ابن القيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة :

تأمل خلق السماء وارجع البصر فيها كرة بعد كرة ، كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها وسِعتِها وقرارها .

ثم تأمل استواءها واعتدالها فلا صدع فيها ولا فطر ولا شق ولا أَمْتَ

فيها ولا عِوج .

ثم تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو أحسن الألوان وأشدها موافقة للبصر وتقوية له ، حتى إن من أصابه شيءٌ أضر ببصره يؤمر

بإدمان النظر إلى الخضرة وما قرب منها إلى السواد ، وقال الأطباء :

إن من كل بصره فإنه من دوائه أن يديم الإطلاع إلى إجانةٍ مملؤة ماءً .

فتأمل كيف جعل أديم السماء بهذا اللون ليُمسِك الأبصار المُتَقَلِبة فيه

ولا يُنكأ فيها بطول مُباشرتِها له .

إلى غزة الشموخ

إِلى غَزَةَ الشُمُوخ سَطِرُوا الحُرُوف


هُناكَ حَيثُ يَقصِفُ العَدُو و يَتَكالَبُ الأَحْزَابُ والجُنُودُ


حِينَ  تَكُونُ المَنَايَا  وَنَيلُ الشَهَادَةِ خَيرٌ مِنْ ذِلِ يَهُود


سَطِرُوا  حُرُوفَكُم  بِدِمَاء إِخوَةٍ لَنَا فِي العَقِيدَةِ يُفتَنُونَ


لاً تَنسَوهُمْ مِنْ دَعَوَاتِكُمْ  فَالعَدُو يَدُكُ البُيُوتَ والحُصُون


حِينَ تَفُوحُ رائِحةُ المَوتِ فِي غَزَة الإبِاء فِي غَزَةَ الشُمُوخ

إن الشتاء قد حضر

إن الشتاء قد حضر وبدأت تستعد له الأسر في شراء مستلزمات هذا الفصل الثقيل على بعض الناس

لأن دخوله يعني الكثير من الشراء للملابس الشتوية والبطانيات

و تفقد المدافئ والسخانات وإصلاح ما عطب من المكيفات

والبعض يكون طيلة هذا الشهر متأزماً بسبب مرض أطفاله المتكرر في هذا الشهر بالتحديد

الكل يعلن الطوارئ

وأعرف من الناس من يقل خروجه من المنزل في هذا الفصل يعني المزيد من شل الحركة

الكل  على أهبة الإستعداد لفصل شتاء قارص هذا العام  لكن وقفة :

أليس الشتاء هو ربيع المؤمن

ما بال الأُسر لا تغرس هذا الشيء في أبنائها ؟

كل شيء قد يكون شاقاً في هذا الفصل لكن بلا شك فالأجر لا يضيع عند الله

ومجاهدة النفس على صيام نهاره القصير وقيام ليله الطويل  يؤجر عليه العبد

أيضاً في تلمس حاجة الضعفاء والمساكين الذين لا يجدون كسرة خبز ولا مذقة

لبن وتعويد الأبناء على مد يد العون لهؤلاء

عندما تتلمس كل أسرة الدفء في منزلها فلتعلم أن المئات بل الألوف قد أُجلو من

ديارهم  وباتوا في العراء  وبلا غطاء

إذا اجتمعت الأسرة لتناول الطعام في هذا الجو البارد وتلذذوا بالأطعمة والأشربة فلتعلم أن غيرها الكثير ما توا جوعاً

همسة :

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهد أصحابه و كتب لهم بالوصية:
“إن الشتاء قد حضر، فتأهبوا له أهبته من الصوف و الخفاف و الجوارب، و اتخذوا الصوف شعارا و دثارا، فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه”


هيهات

مشكلتنا  أننا لا نشعر بطعم اللحظات السعيدة والأوقات الجميلة إلا عندما  نفقدها

وفي لحظةٍ ما نريد استرجاعها  وبكل سهولة ولكن هيهات