لا أعلم مالذي جعلني أضع معقم اليدين قبل زجاجة العطر في
الحقيبة وقبل اتجاهي مباشرة لإجتماع العائلة السنوي للعيد ،
ولقد هممتُ أن أضع كماماً على فمي لكني توقفت !
( تجنب القُبَل والاكتفاء بالمصافحة )
هذا ما تقوله التقارير تفادياً لإنتقال العدوى
لكن اليوم هو عيد والأخذ بالأحضان والسلام بحرارة كان
مشاهداً للعيان .
حتي الصغار يُسلمون بحرارة هذا العيد مالذي دهاهم ؟
كنا لا نراهم يحرصون على السلام في الأعوام الماضية .؛
لعلهم أخذوا دروساً من والديهم قبل انطلاقهم إلى هذا المكان .
هناك امرأة تعطس بصوت مسموع في طرف المجلس
وأخرى تمُدُ يدها وقداحمرت العينان والخدود ولا تكتفي بالمصافحة !
العاملة التي تناولني فنجان القهوة العربية وتصُبها لنا لأول مرة تَحضُر هذا المهرجان الكرنفالي أقصد الإجتماع
أحتسي منها قهوة باردة لأول مرة في العيد ولا أعلم سبب إصراري على تغيير الفنجان كل مرة .
أرى أصابعها ممسكة بالفنجان فآخذه وأرتشفه دفعة واحدة
ثم تصب لي مرة أخرى وهكذا .
كنت أتمتم في خَلَدي : لا عدوى ولا طيرة
وكنتُ حريصة على قراءة وردي قبل الخروج من المنزل
فالله خير حافظاً
كل عام وأنتم بخير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
اليوم وفي الساعة 5:45 مساءً
وقبل أذان المغرب بربع ساعة بتوقيت الرياض
كنتُ أتأملُ السماء لهذا اليوم الجُمُعة
ما أسرع رحيلك يا رمضان أيامك ولياليك مرت مر السحاب
نسأل الله أن يجعلنا من عتقائه من النارويجعلنا فيه من المقبولين
وداعاً يا شهر الخيرات
الجمعة 28 رمضان 1430ه
سيهمسُ الحرف اليوم وسيكونُ همسُهُ ملحوظاً
لاعليك أيُها الحرف الحزين قل مابدا لك ، سر بمدادك دمُوعاً نُقشت سيشهد لها أهل زمانك .
والله إنَها لأيَام معدودات مضت ، وليال مُباركات مرَت كأسرع ماتكون .
روحانيةٌ لا أجدها في بقية الشهور ؛ ذكرٌ وصلوات ، تهجد وإقبال على الطاعات
سبحانك ربنا ففي تعاقب الليل والنهار لعبرة لنا .
وداعاً رمضان ياخير الشهور ونفس مكلومة لفراقك ماذا عساها أن تقول ؟
أحيانا يكون الإنسان غير مقتنع بفكرة معينة رغم محاولات
حثيثة لمن حوله لتغير وجهة نظره أو قرار اتخذه لكن دون جدوى
فهو وبمجرد أن تتكلم معه عن نفس الموضوع
يقول لك وبلهجته :
( سكر على الموضوع أو غير السالفة )
ثم تمر الأيام والسنين ثم تجده يسعى جاهداً للحصول على هذا الشيء أو حتى فتح حوار مع أي شخص لتعديل وتدارك ما يمكن تداركه بعد أن أعمل تفكيره جيداً
لكن إذا فات الفوت كما تقول العامة .. لا ينفع الصوت
سأضرب مثالاً :
قبل تخرج الطالب من الجامعة يقنعه أهله بالالتحاق باحدى الدورات
التأهيلية أو يلفتون نظره لإكمال دراسته بالخارج أو يشيرون عليه
بتخصص ما لا يعارض ميوله لكنه يرفض وبشدة
ثم بعد مضي حقبة من الزمن يتندم على عدم فتحه الآفاق لعقله
والتفكير بجدية أكثر
الحياة مدرسة ولابد أن تعلم من أخطاءنا لكن أحياناً الفرص لا تتاح
للمرء سوى مرة واحدة وتجارب الآخرين قد تفوق تصوراتنا المحدودة
دمتم برعاية الله