قمرٌ لا يُشبِهك !

 

يبدو القمرُ مُبتَسِماً هذه اللَيلة لا تفتُرُ عيني من رؤيته لازلتُ أنظُرُ إلى وجهه وجمالِه،منْ قالَ أنَك تُشبهه؟ أنتَ أجملُ منه

يبدو أنني محظوظة .. فأنا أخلو بك لوحدي .. مع هواءٍ عليلٍ حرَك خصلات من شَعري .. أغراني لأنظُمَ شِعري فيك ياقمر

كانت ْ عُيوننا مُعلَقة فيك منذُ صِغرِنا .. حيثُ لا نورَ لنا سواك .. نعُدُ النُجُوم التي تُحاذيك ونتأملُ ضياءك يا قَمَر

وجهُكَ يُذكرُني بأجملِ مافيك ..قلبي وكل مشاعري تُناديكَ .. يا قمر

 

🙂

 

من حديث النفس

كتاب : ” من حديث النفس ” كتاب رائع للشيخ : علي الطنطاوي -رحمه الله –
جمع فيه  35 مقالاً بعضها أتى عليها في الذكريات ، وبعضها أتى عليها بالتفصيل هنا
يقع في 312 صفحة ، وهو من إصدارات دار المنارة

هنا بعض المقتطفات من ” ثقافة ” :

 

من دموع القلب


لم أعد أجد في الحياة ما يغريني بها, و يرغبني فيها…وماذا في الحياة؟ كل لذة فيها مغشاة بألم, فيها الربيع الجميل, , و لكن فيه بذور الصيف المحرق, و الشتاء القاسي. و فيها الحب, و لكن لذة الوصال مشوبة بمخافة الهجر. و فيها الصحة و الشباب, و لكنهما يحملان الهرم و المرض. فيها الغنى, و لكني ما عرفته و ما أحسبني سأعرفه أبدا.
لقد كرهت الحياة, و زادها كراهة لي هؤلاء الناس, فلم يفهمني أحد و لم أفهم أحدا. إن حزنت فأعرضت عنهم مشتغلا بأحزاني قالوا متكبر, و إن غضبت للحق فنازعت فيه قالوا شرس, و إن وصفت الحب الذي أشعر به كما يشعرون قالوا فاسق, و إن قلت كلمة الدين قالوا جامد, و إن نطقت بمنطق العقل قالوا زنديق, فما العمل؟ إليك يا رب المشتكى…..

 

على عتبة الأربعين

لقد كان أكبر أملي يوم كنت في الابتدائية أن أكون معلما و كنت أتوهَّم حياة المعلم فأجدها جنة أنزلت الأرض فيها ما تشتهي الأنفس…..أليس المعلم يأمر فيطاع أمره…..؟ فلما صرت معلما, لم أجد من تلك الجنة إلا أرضا موحلة ما فيها إلا الأشواك…
إن متع الدنيا أوهام , من لم ينلها تشوق إليها و حسد عليها, و من نالها ملها و تمنى غيرها: المتزوج يتمنى العزوبية, و العزب يشتهي الزواج, و المقيم يرجو السفر, و المسافر يطلب المعاد و و و ….و نحن كلنا أطفال …تشتري للطفل اللعبة النفيسة فيفرح بها و يهش لها , ثم يلقيها و يطلب غيرها, و لو كان دونها. ثم إن الآمال لا تنتهي, فمن أعطي المليون, ابتغى المليونين, و من رفع في الوظيفة درجة طلب درجتين, فلا يزال في شقائين, شقاء بالحاضر الذي لا يقنع به , و بالآتي الذي لا يصل إليه…
أفلهذا وجدت و سعيت أربعين سنة؟ أسعيتُ لأدرك السراب؟
و تتالت علي الفِكَر, و عاودني الضيق الذي طالما كاد يدفعني (لولا خوف الله ) إلى طلب الموت من سنين, و ما أشكو المرض فصحتي جيدة و لا أشكو الفقر فما أجد من المال يكفيني, و إنما أشكو فراغا في النفس لا أعرف مأتاه, و قوى فيَّ لا أجد لها مصرفا, و حنينا إلى شيء غامض لا أدري ما هو على التحقيق.

 

على أبواب الثلاثين

نظرت اليوم في سجل ميلادي فوجدتني على أبواب الثلاثين, فتركت عملي و جلست أفكر, ماذا بقي لي من هذه السنين الثلاثين يا أسفي! لم يبق إلا ذكريات واهية تحتويها بقية قلب تناثرت أشلاؤه على سفوح قاسيون في دمشق…..لم أفد إلا اسما مشى في البلاد فحمل قسطه من المدح و الذم و التمجيد و الشتم و لكني كنت في معزل عن هذا كله فلم ينلني منه شيء , إن اسمي ليس مني…إنه مخلوق من حروف و لكني إنسان من لحم و دم, فهل تشبعني الشهرة او يكسوني الثناء؟ و لم املك إلا قلبا أحب كثيرا, و أخلص طويلا, و لكنه سقط كليما على عتبات الحب و الإخلاص….
فيا ليتني علمت من قبل أن الحياة مثل اللجة, يطفو فيها الفارغ و يرتفع, و ينزل فيها الممتليء و يغوص….
كنت أقرأ لأني كنت أجهل الحياة, فلما عرفتها لم أعد أطيق قراءة و لا بحثا, و لماذا أقرأ ؟ و لماذا أتعلم؟ و لماذا أكون فاضلا؟ و الحياة حرب على أهل العلم و الفضل, و الناس كالحياة لأنهم أبناؤها و تلاميذها.
ألا يحيا الكاذب المنافق سعيدا موقرا, و يموت الصادق الشريف فقيرا محتقرا؟ ألا يبلغ المنافق ذو الوجهين أعلى المراتب و أسماها و يبقى الصادق الشريف في الحضيض؟…
أليست أسواق الرذيلة عامرة دائمة و أسواق الفضيلة دائرة بائرة؟
ألا يظفر الكاذب المفتري بالبريء؟ ألا يغلب القوي الضعيف؟ ألا ينتصر المال على العلم؟
فلماذا أقرأ و لماذا أتعلم؟ و لماذا أكون فاضلا؟
***
و قمت و قد صفيت حسابي مع الحياة , فإذا أنا قد خسرت ثلاثين سنة هي زهرة عمري و ربيع حياتي و لم أربح شيئ


 

إذاعة القرءان الكريم من المملكة العربية السعودية

 

 

إن كان للإعلام حظه الوافر من المتابعة والتأثير على الناس
فالمسموع منه أكثر انتشاراً وأسهل وصولاً إلى المتلقي الذي
لا يحتاج إلا مذياعاً يحرك مؤشره بكل أريحية وينقله معه
في أي مكان ويرتحل معه حتى في سفره
وإننا عندما نتحدث عن الكلمة المسموعة وعمق تأثيرها
وقوة تحريكها للقلوب وأثرها الملموس على النفوس فإننا
بلا شك سنتكلم عن إذاعة مباركة وصلت القاصي والداني
ولها من الفضل الكبير في انتشار الإسلام وتعليمه وهداية
من ضل عن سبيل الهدى وتنوير البصائر من خلال ما يبث
عبر أثيرها من برامج ودروس وتلاوات وفتاوى
هي نبراسٌ وجامعةٌ إن صح التعبير نفخر بوجودها على أرض الحرمين
لا أظن أن هناك بيت لا يسمع فيه صوت
إذاعة القرءان الكريم من المملكة العربية السعودية
ذلك الصوت الندي الذي سخر العاملون فيه جهدهم وطاقاتهم
للعمل من أجل رفعة هذا الدين
وهذه الأيام ونحن نستقبل فيه سيد الشهور بلغنا وإياكم إياه
وأعاننا فيه على الصيام والقيام تقدم الإذاعة من البرامج
الشيء الفريد وتتظافر الجهود لتقديم الأفضل وهو ما نتابعه
كل عام عبر أثير هذه الإذاعة المباركة
نسأل الله أن يجزي العاملين عليها خير الجزاء