لماذا يرحلُونَ ويترُكُوننا ؟

صورة رسم لشاب حزين

لماذا يرحلُونَ ويترُكُوننا هنا

ليتَهُم أخذُونا مَعَهُم

أو احتَضنُونَا في كِبرِهِم

كلمح البرق حياتهم بيننا

رحلوا ولم نشبع من حنانِهِم

لأننا نعيشُ بِحسِهم

نفرح لهُم  كما نحزنُ من أجلِهِم

اليوم ليس له طعمٌ بدونهم

بل الدنيا بأكملِها

لا تساوي شيئاً

بفقدهم

الأثنين 17 رمضان 8:37 صباحاً

الغائب الحبيب

al7beb1

إنها تزحف ثم تحبو وهاهي تخطو خطواتٍ فتتعثر، وما تلبث أن
تمشي وتمشي ، حتى تركض بنا الأيام إلى ما يسُرنا وتدني ساعة
اللقاء .
إنه الشوق والحنين لذلك الغائب الذي غيبته الليالي ، فلم تبق منه
سوى طيب الأنفاس ومحبة الناس .
لقد مضى على رحيله قرابة العام ، ومنذ أن ودعنا ونحن في لهفةٍ
للقاه حتى تمَلَكَنا النسيان وغفلة الإنسان .
إنه الغائب الحبيب الذي افتقدته قلوب المتقين ، يدعون ربهم
ليلاً ونهاراً ويلحون عليه أن يبلغهم إياه .
إنه شهر القرءان ، شهر العتق من النار ، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ، وتصفد الشياطين .
لا يزال مناديه ينادي :
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .
أسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويجعلنا من عتقائه .

وتهشمت الصورة

اسْتَرَد أِنْفَاسَهُ بِصُعُوبَةٍ وَبِنَبرَةِ صَوتٍ مَخْنُوقٍ ، وَقَلْبٍ مَكْسُورٍ
هَشمَ بَقَايَا الصُورَةِ التي ارتَطَمَتْ فِي الأَرضِ ، وَأَلقَاها بَعِيداً مِنْ أَعْلى الشُرفَةِ .
لَمْ يَكُنْ خِلاَلَهَا يُحِسُ أَوْ يَشْعُرُ بِشَيءٍ .
فَرَكَ عَيْنَيهِ بِطَرَف سَبَابَتِهِ لِيُزِيلَ الغِشاوَةَ التِي ظَلتْ أَمَداً بَعِيداً تُزَيِنُ لَهُ مَلاَمِحَ وَأَبْعَادَ تِلْكَ الصُورَةِ
لَمْ يَنْتَبِه إِلا وَكَفاهُ تَنْزِفَانِ جَراءَ الزُجَاجِ المُتَنَاثِرِ هُنَا وَهُنَاكَ .
لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الجُرُوحُ أَعْظَمَ مِنَ الجُرْحِ الذِي فِي قَلْبِهِ كَيْفَ سَيُضَمِدُه
أَوْ يُدَاوِيْهِ .

همسة :
وَكَمْ هِيَ الصُورُ التِي نُعَلِقُهَا اقْتِدَاءً بِهَا وِهِي لاَ تُسَاوِي حَفْنَةَ تُرَابٍ

في أمان الله يا مسافر

060406b_lg

قد نشتاق أن نرمي همومنا حيثُ نسنِدُ ظهُورنا على متنِ طائرةٍ مُسافِرةٍ إلى المجهول

نفرُ من لِقاءٍ مللنا منهُ كثيراً، ووُجُوهٍ اعتدنا رُؤيَتها

لكن الحال يختلف عند مجرد التفكير بسفرٍ تترك فيه

أحبابك  دون علمٍ منهم ولا إرادةً منك

جذوة الشوق لا تخبو أبداً حينها تدعو الله أن يردك إليهم سالماً مُعافاً







لمــــــــــاذا تحزن ؟


لماذا تحزن ؟

وما أنت سوى عابر سبيل

وماهذه الدنيا سوى ممر وطريق

لماذا تحزن ؟

وأنت تعلم أن الدنيا مليئة بالكدر والضيق

وليس للعبد مستراحٌ سوى في جنات النعيم

لماذا تحزن ؟

وأمسُك القديم مضى

وحاضِرُك في يد العزيز الحكيم

ويومك شاهدٌُ لك أو عليك فاستثمره بالعمل الصالح والذكر والتسبيح

لماذا تحزن ؟

وكل شيء يصيبك كفارةٌ لك حتى الشوكة تشاكُها كما أخبر بذلك

الصادق الأمين

قلها ورددها مراراً :

لن أحزن بعد اليوم

حرر :السبت 13 /5 / 1430 ه