على أيامنا

Header_Images_0005_Exam Preparation

على أيامنا كانت الاختبارات تمثل هاجس مرعب لنا ، فكل شيء كان ممنوعاً ، لا مشاهدة تلفاز ولا جلوس إلا لغداء أو عشاء ، بعض الوجبات الخفيفة لا بأس بها لتكسر من حدة الوقت الطويل بصحبة الكتاب .

على أيامنا لم يكن هناك هواتف محمولة وهذا منة من الله علينا .
وإلا لكان لنا شأن آخر .

على أيامنا كنت من بين أخواتي أمتحن يوم الخميس وكان حينها إجازة ، قبل إعتماده يوماً رسمياً كما هو عليه الآن ؛ فالدراسة تبدأ من الأحد حتى الخميس .

على أيامنا كانت المناهج دسمة جداً ، حتى أننا كنا في بعض الأوقات نذهب للاختبار ولم نتم المادة ، ليس تقاعساً أو عجزاً أو نوماً ، بل لكثرة الصفحات ، فنحن لم نكن نحذف شيئاً أبداً من المادة .

الشيء الممتع في الامتحانات هو الإعفاء من شغل البيت ، وإن كنا حقيقة في أيام الاختبارات نسعى دائماً للمساعدة دون أن يجبرنا أحد عليها .

والمواهب المدفونة تخرج في الامتحانات ، فبالنسبة لي كنت أرسم وأكتب في هوامش الكتب أشياء جميلة .

كنت ولا أزال أقدس الدراسة لأني نشأت في بيت علم ومعظم أفراد أسرتي يحبون العلم ويشجعون عليه .

المفارنة بيننا وبين الجيل الحاضر طويلة ، سواء بكثرة الملهيات ، أو في اختصار بعض المناهج وتغيير البعض .

اللغة العربية من وجهة نظري تحتضر في كثير مما يكتبه بعض جيل اليوم وما أشاهده بنفسي .
القراءة والاطلاع أصبح معدوماً إلا من القلة .

على أيامنا كنا نقرأ الكثير من الكتب والمجلات والصحف ، واليوم لا تكاد ترى كتاباً غير مناهج الدراسة تُقرأ .

على أيامنا كنا نستمع لبعض الإذاعات ، نناقش وننقد ونكتب .

لا أُقلل من المجهود التي تبذله بعض الأُسر في سبيل بناء جيل مميز فكرياً واجتماعياً وعلمياً وثقافياً ، لكن تظل بذرة التنشئة الأسرية هي من وجهة نظري أهم ركيزة لجيل يعلم بأن رُقي مجتمعه مرهون بتفوقه علمياً .

تمنياتي لجميع أبنائنا وبناتنا بالتوفيق

الأحد 13 ربيع الأول 1436هـ
الموافق 4 يناير 2015م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *