الرحيل بصمت

بدأت ألملم شتات أحرفي وأجدف بعيداً

أستنشق نفساً عميقاً

لينطلق شراع مركبي الذي هجرته طويلاً

أتراه الرحيل الذي هربتُ منه يلاقيني هذه المرة ؟!

وعلى متن هذه الرحلة لا أظن ذلك

فقد تواريت عن أنظاره لأني لا أحبذ رؤياه

لا مكان للدموع ولا للمشاعر ولا للذكريات

لأنها ستعيق الوصول بلا شك

إذن هو الرحيل بصمت هكذا أفضله

الحب والحنين هما ما تركتهما ليخففا لوعتي عندما أفقدكم

أتراها ستتغير الدنيا بعدكم وتضيق الأرض بما رحبت

ربما يكون ذلك مع مجموعة إنسان هو أنا

يارب عوضه

مُقعدٌ لا ألوي على شيءٍ من الدُنيا وزُخرُفِها
قد بَدا لِي مِن حُسنِها المَللُ
أرى الراكضِينَ حولِي فأحسُدُهم
يقطفون الزهر ويلعبون بأرجوحةٍ
ملامِحُهم تدعُو إلى الفَرحِ
وأنا بعيدٌ لستُ أقدِرُ على ثَنيِ رِجلي لألحَقَهُم
وهُناكَ يجلِسُ أخي الكفيفُ
يتلمَسُ خُطاهُ لا يدرِي عن الألوانِ وبسمةٍ رُسِمت
في أفواهِ من رَحلُوا
يَجُر رِجليهِ مُمسكاً بِعصاً لعلهُ يُدرِكُ الأطفالَ
إذ لَعِبُوا
ياربِ عوضهُ بعينيه جنةً وعَوضنِي بما قَد شُل
من قدمِي

قارِبُ الأمل

لم أزل أمل

أُعانِقُ الأحلام دُونما كلل

لم أزل أدفن الألم

وأمقُتُ السأم

وأنثُرُ الورود على رأس الزمن

لم أزل أجوب البحار بحثاً عن سكن

لا تترُكِيني

أجيبيني ريما أجيبيني

لاتغمضي العين وتودعيني

قوليها بلثغة الأطفال يا خالةُ هُزي سريرِي

أشبعيني حناناً لا لا تتركيني

رهبة الموت تسري في وريدي

قولي لي أنك ستبقين رغم أنيني

وتضحكين ملئ سنيني

أسمعيني

واسمعي نغمة الشوق في عين شقيقي

ولهفة الحب في حضن توأم روحي

يارب رحمتك التي أرجو بها تفريج ضيقي

غداً امتحان

وقت الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان

هكذا كنا نُردِدُها حيثُ كُنا صِغاراً

نتقوقعُ في غُرفةٍ  حيثُ لانشمُ فيها سوى رائحة الكُتُبِ

وبالقلمِ والمسطرة والممحاة

كنا نستعدُ لدُخُولِ قاعةِ الإمتِحان

وإن كانت فترةً عصيبة إلا أنها تحملُ ذكرياتٍ جميلة

بقدرِ ما كُنا نعكِفُ على المُذكرات بالمقابِل أيضاً

نبدِعُ في كتابة الخواطر وفي الرسم أيضاً وفي كُل شيء

لا نُتُقِنُ ذلك إلا عندما يُقال : غداً امتحان !!

مالسببُ في ذلك؟

حقيقةٌ أجهلُها تماماً

فضفضة بين دفتي كتابٍ وذهنٍ مشحونٍ بالمعلومات

بين فنجان قهوة مُرة وصفحات لا تنتهي أبداً بالمُذاكرة

بين إغفاءة شتاءٍ بارد ومدفأةٍ حارةٍ ووقتٍ لا يُسعِفُنا

حتى لمُراجعة بضعِ كلمات

ياااااه

غداً امتحان

قلتُها بعد أن أخرجتُ الهواء الذي امتلئت به رئتاي

زفرةً قوية

متى تنتهي الإمتحانات؟