يافا

 

 

هذه الرواية اختزلت أشياء كثيرة
وأبدعت كاتبتها الفلسطينية في نقل القارئ لعدة محطات من حياتها ولعل قضيتها الأولى كانت وطن اسمه فلسطين
تنقلت بين غائب تنتظره بشغف وتكتب إليه كل شيء ، وبين جارة أحكمت إغلاق منافذ الحياة من حولها ، وتقوقعت حول نفسها لعقد من الزمان .
عن المطر وأمها ، عن الصديقات ، وعن حبيبها كتبت .
أعجبني بعض الاقتباسات باللهجة الفلسطينية وكانت عبارة عن حوارات متعددة بين ثنايا الرواية

الرواية قرأتها على مهل لأني اعتبرتها قطعة حلوى لذيذة لا أريد أن أنهيها بسرعة ، وهذا ليس من طبعي في مثل هكذا روايات تعتبر قصيرة .

حروف نبال قندس جميلة كغيمة تمطر فرحاً .
لغة جميلة وسهلة ورواية رائعة
هذه الرواية تقع في 199 صفحة
من القطع المتوسط ومن إصدارات الدار العربية للعلوم ناشرون
الطبعة الأولى 2014م 1435هـ

على أيامنا

Header_Images_0005_Exam Preparation

على أيامنا كانت الاختبارات تمثل هاجس مرعب لنا ، فكل شيء كان ممنوعاً ، لا مشاهدة تلفاز ولا جلوس إلا لغداء أو عشاء ، بعض الوجبات الخفيفة لا بأس بها لتكسر من حدة الوقت الطويل بصحبة الكتاب .

على أيامنا لم يكن هناك هواتف محمولة وهذا منة من الله علينا .
وإلا لكان لنا شأن آخر .

على أيامنا كنت من بين أخواتي أمتحن يوم الخميس وكان حينها إجازة ، قبل إعتماده يوماً رسمياً كما هو عليه الآن ؛ فالدراسة تبدأ من الأحد حتى الخميس .

على أيامنا كانت المناهج دسمة جداً ، حتى أننا كنا في بعض الأوقات نذهب للاختبار ولم نتم المادة ، ليس تقاعساً أو عجزاً أو نوماً ، بل لكثرة الصفحات ، فنحن لم نكن نحذف شيئاً أبداً من المادة .

الشيء الممتع في الامتحانات هو الإعفاء من شغل البيت ، وإن كنا حقيقة في أيام الاختبارات نسعى دائماً للمساعدة دون أن يجبرنا أحد عليها .

والمواهب المدفونة تخرج في الامتحانات ، فبالنسبة لي كنت أرسم وأكتب في هوامش الكتب أشياء جميلة .

كنت ولا أزال أقدس الدراسة لأني نشأت في بيت علم ومعظم أفراد أسرتي يحبون العلم ويشجعون عليه .

المفارنة بيننا وبين الجيل الحاضر طويلة ، سواء بكثرة الملهيات ، أو في اختصار بعض المناهج وتغيير البعض .

اللغة العربية من وجهة نظري تحتضر في كثير مما يكتبه بعض جيل اليوم وما أشاهده بنفسي .
القراءة والاطلاع أصبح معدوماً إلا من القلة .

على أيامنا كنا نقرأ الكثير من الكتب والمجلات والصحف ، واليوم لا تكاد ترى كتاباً غير مناهج الدراسة تُقرأ .

على أيامنا كنا نستمع لبعض الإذاعات ، نناقش وننقد ونكتب .

لا أُقلل من المجهود التي تبذله بعض الأُسر في سبيل بناء جيل مميز فكرياً واجتماعياً وعلمياً وثقافياً ، لكن تظل بذرة التنشئة الأسرية هي من وجهة نظري أهم ركيزة لجيل يعلم بأن رُقي مجتمعه مرهون بتفوقه علمياً .

تمنياتي لجميع أبنائنا وبناتنا بالتوفيق

الأحد 13 ربيع الأول 1436هـ
الموافق 4 يناير 2015م

#سيلفي

footer-logo

نص جديد نشرته لي صحيفة الجزيرة صباح هذا اليوم الجمعة 20 صفر 1436 هـ

 http://www.al-jazirah.com/2014/20141212/cu9.htm