كوابيس بيروت

38101

كوابيس بيروت لغادة السمان رائعة جداً رغم الخوف ونار الحرب الأهلية اللبنانية .. لقد صورت الكاتبة حال لبنان في تلك الفترة .

 إنها تكتب وتصف وصفاً دقيقاً للأحداث والتي أشركت فيها خيالها الخصب ، لقد كتبت بداية عن موت حبيبها يوسف الذي قتلوه أمام عينها ، ثم بالقذائف التي تتهاوى على منزلها كل ليلة ، صوت الرصاص الذي لا يهدأ ، القناصة الذين لا يبرحون مكانهم ، الجثث التي ملئت الشوارع ، الحيوانات الجائعة والتي تقتسم رزقها من صناديق القمامة كما البشر !

ثم حكت عن جارها العم فؤاد وابنه أمين والخادم ، والذي كانت تأوي إلى بيته في الليل .

تحدثت عن الكهرباء المقطوعة ، وأسلاك الهاتف الميتة دون حرارة ، عن البرد والجوع الذين افترساها !

عن الإقامة الجبرية في منزلها مع وجود القناصين المنتشرين في الحي الذي تقطنه .

وعن سجن أخيها ، واحتراق بيتها بما فيها مكتبتها التي تضم نفائس الكتب .

الحرب الأهلية كأنك تراها مستعرة أمامك في وصف بليغ موجز ، يقطر دماً وأسى ، حتى ولكأنك تشم رائحة الجثث الملقاة في الشوارع ، وتتلمس المطر ، وتتقي البرد !

رواية جميلة جداً ، لكنها طويلة تقع في 355 صفحة من القطع الكبير ، وهي الطبعة التاسعة من منشورات غادة السمان

لقد بلغت عدد الكوابيس متسلسلة إلى 197 كابوس أشبه بالفصول .

العتمة

385149_414641265267136_641691758_n

قلبي ماذا دهاك ؟

ما هذا الارتخاء الذي لم أعتده منك ؟

أهكذا تكون الحرية عندما أثق بك ؟

رفقاً بي أرجُوك فأنا أُحِبك .

لا تتلمس دروباً ليست لك ، أو تفتح عيوناً باتت لا ترى في العتمة 

ارجع يا قلبي فأنا أحتاجُ لِدفئِكَ ، عد لصوابك فما عَادَ للحُبِ أمانٌ وهو أعمى !

حرر في : يوم الثلاثاء  11/7/1434ه الموافق : 21 مايو 2013م

3:10 صباحاً