كوابيس بيروت لغادة السمان رائعة جداً رغم الخوف ونار الحرب الأهلية اللبنانية .. لقد صورت الكاتبة حال لبنان في تلك الفترة .
إنها تكتب وتصف وصفاً دقيقاً للأحداث والتي أشركت فيها خيالها الخصب ، لقد كتبت بداية عن موت حبيبها يوسف الذي قتلوه أمام عينها ، ثم بالقذائف التي تتهاوى على منزلها كل ليلة ، صوت الرصاص الذي لا يهدأ ، القناصة الذين لا يبرحون مكانهم ، الجثث التي ملئت الشوارع ، الحيوانات الجائعة والتي تقتسم رزقها من صناديق القمامة كما البشر !
ثم حكت عن جارها العم فؤاد وابنه أمين والخادم ، والذي كانت تأوي إلى بيته في الليل .
تحدثت عن الكهرباء المقطوعة ، وأسلاك الهاتف الميتة دون حرارة ، عن البرد والجوع الذين افترساها !
عن الإقامة الجبرية في منزلها مع وجود القناصين المنتشرين في الحي الذي تقطنه .
وعن سجن أخيها ، واحتراق بيتها بما فيها مكتبتها التي تضم نفائس الكتب .
الحرب الأهلية كأنك تراها مستعرة أمامك في وصف بليغ موجز ، يقطر دماً وأسى ، حتى ولكأنك تشم رائحة الجثث الملقاة في الشوارع ، وتتلمس المطر ، وتتقي البرد !
رواية جميلة جداً ، لكنها طويلة تقع في 355 صفحة من القطع الكبير ، وهي الطبعة التاسعة من منشورات غادة السمان
لقد بلغت عدد الكوابيس متسلسلة إلى 197 كابوس أشبه بالفصول .
رائعة يا امل .. حفزتني للاطلاع عليها 8)
أشكرك مؤمنة
فعلاً الكتاب رائع
🙂