ابتسم للحياة
ابتسم لأن الإبتسامة تجعلك أكثر إشراقاً وجمالاً ،
ولأن ابتسامتك في وجه أخيك صدقة .
ابتسم للحياة وانظر إليها بعينين براقتين يعلوهما الأمل .
وقد قيل :
( ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط ،
بل هم كذلك أقدر على العمل ، وأكثر احتمالاً للمسئولية ، وأصلح لمواجهة الشدائد
ومعالجة الصعاب ، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس ) .
يقول الدكتور عبدالكريم بكار : ” وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو من هو
في وقاره وعظمته وخشيته لله وعلو همته ؛ يمازح أصحابه ويضحك مما يضحكون
منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، وهو الذي قال :
( لا تحقرن من المعروف شيئاًولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) “
رواه مسلم
وقال عبدالله بن الحارث رضي الله عنه :
( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
رواه الترمذي
وكان يتفاعل مع الأخبار السارة ، فيظهر البشر على مُحياه ، وقد قال أحد أصحابه :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُر استنار وجهه كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك)
متفق عليه
ابتسم مهما واجهك من خطب وانظر للمصائب والنكبات على أنها محطات
تقطعها لتتزود من الأجر
قال إيليا أبو ماضي »
قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: .. ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم .. لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى .. صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها .. قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها.. لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل .. مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة .. لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها .. وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في .. وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم .. أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم .. لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها .. و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم .. لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل .. حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما .. قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما .. طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما .. أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن .. تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى .. متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا .. يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى .. شبر, فإنك بعد لن تتبسما
الكتاب الذي لا تفهمه فاتركه
كثيراً مانقضي البعض الأوقات بتصفح كتب لا نفهمها بل وقد نعيد قراءة
فصولها دون فائدة
ونجلس على هذه الحالة في تحدٍ مع أنفسنا وأنه لابد أن نتمها على أية
حال
هذا الشيء حدث معي في إحدى الكتب وجلست قرابة
الأسبوعين رغم كثرة الصفحات إلا أنني كنتُ أريد إنهاءه فحسب
رغم أني لا أنفي حصولي على الفائدة لكن بنسبة ضئيلة
بعد ذلك تركته جانباً وأخذت كتاباً آخر ومازلت أقرأه حتى أنهيته
وهكذا مع بقية الكتب
والذي أردت إيصاله لكم أيها الإخوة والأخوات
أن الكتاب الذي تشتريه
ثم تكتشف أنك لا تستطيع إتمامه فاتركه جانباً وتناول غيره لأن في ذلك
ضياع للوقت والعمر دون فائدة
يقول الدكتور عبدالكريم بكار : (ابذلوا جهداً في اختيار الكتاب الملائم
لكم فعلاً ، فالكتاب مثل الثوب يستمد كثيراً من جودته
ليس من جودة قماشه ، وإنما من مدى ملاءمته لجسم لابسه ،
حين يشتري الواحد منكم كتاباً رديئاً ، أو غير ملائم لإهتماماته
وحاجاته ومستواه الثقافي ، فإنه يخسر ماله ، ويخسر وقتاً عزيزاً ،
ينفقه في قراءته دون فائدة تذكر )
ويقول الدكتور عائض القرني :
( واعلم أن الكتاب الذي لا تفهمه
إنما تصرف ساعاتك عليه في غير طائل )
إن الله جميل يحب الجمال
بسم الله الرحمن الرحيم
أتعجب من زوجٍ يطلبُ من زوجته أن تتجمل له بينما لا يُكلف نفسه
تعديل هندامه ، أو حف شاربه ، أو حتى تخليل ما بين أسنانه .
وأتعجب من امرأةٍ تشتري من الملابس والعطور والحُلي ماشاءت
ثم لا يكون لزوجها نصيب من هذا كله بل هو فقط للمُناسبات
والسهرات .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميلٌ يُحب الجمال ) رواه مسلم
وقد قال عبد الله ابن عباس- رضي الله عنهما- عندما: (إني أحب أن أتجمل لزوجتي، كما أحب أن تتجمل لي)
فما أحوج الزوجين للتجمل لبعضهما
الجمال مطلوب لحياة زوجية سعيدة تدوم
ومن العداوةِ ما ينالُك نفعُهُ
قد تستفيد من العدو أكثر من الصديق ، فالعدو يكاسرك بالنقد ، ولا يجاملك
كالصديق ، فتطلع على عيوبك ، والعدو ينافسك فيشحذ همتك على طلب الكمال ، والمبادرة إلى أشرف الخصال ، والعدو يتشفى بعثرتك ، فتصبر وتتجلد فتحصل على ثواب الصابرين ، والعدو يدلك على سيئتك ، فتستغفر منها ، ويخبر بنقصك فتتلاقاه ، والعدو يخبر الناس بخطئك فيذيع لك شهرة
وأجراً وذكراً ، وكلما خمل ذكرك فتش عنك العدو ، وأعلن اسمك بالنوادي
، والعدو يترصدك فيجعلك يقظان دائماً ، تتأمل العواقب وتعد العدة ، والعدو ربما ضايقك فكفر من خطاياك ، فهو مصيبة تؤجر عليها إذا صبرت :
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
من كتاب : حدائق ذات بهجة
د/ عائض القرني ص/ 195