بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغرفة رقم 8 أمامك
بداخلها يمتزج الواقع بالخيال
والحقيقة بالوهم
هل أنت خائف ؟
هل تملك الشجاعة الكافية للدخول ؟!
هكذا بدأ المؤلف أول صفحات هذه الرواية
سيرتجف قلبك وتتلفت حولك وأنت تقرأ رواية : الغرفة رقم 8 وهي غرفة مسكونة بالجن عاش فيها يوسف وياسر الذين التحقا بإحدى الجامعات في المنطقة الشرقية وظلا فيها فصلاً كاملاً
القصة من تأليف :م/ يحي محمد خان
ومن إصدارات دار الكفاح للنشر والتوزيع
الطبعة الأولى 1429 ه – 2008 م
تحوي 241 صفحة
و 22 فصل وهي من القطع المتوسط
أقف وإياكم مع مقاطع من الرواية نقلتها لكم أيها الكرام زوار مدونتي
بلغ ذعر يوسف أقصى حدوده بعد هذا التصريح القاسي إذا هذا هو التفسير لكل ما يحصل .. ولكن كيف قتلته ؟ ومتى حصل ذلك ؟
لا تحاول تصنع البراءة أيها الإنسي .. بإمكاني قتلك في لحظة ولكني أتلذذ بتعذيبك
……
واصل يوسف تقدمه نحو البوابة بضع خطوات أخرى هاقد بلغها أخيراً يبدو أن برودة المبنى زادت كثيراًفي الساعة الماضية فهواء زفيره أخذ بالتكثف أمام وجهه
مد يديه نحو العامود المعدني الأفقي في منتصف الباب الزجاجي وحانت منه نظرة إلى الرجل الذي اقترب بما فيه الكفاية ليتمكن يوسف من رؤيةالتفاصيل .. و ..
وانتفض بقوة
فالرجل كان يتحرك مقترباً منه ، ولكن بنصفه العلوي فقط !!
لم يكن لديه ساقان أوقدمان فقط الجسم العلوي من جسمه ..و ..
وما هذا الوجه إنه خال من أية أعضاء أو ملامح لا عينين لا أنف
ولا فم فقط وجه ! يا إلهي !! يا إلهي !! يجب أن يخرج من هذا في الحال
ضغط بكفيه على عامود الرتاج وهو يميل بجسده للأمام ليدفع الباب ..و ..
مقفل !!
لقد دخل منه قبل بضع ساعات فمن الذي أقفله الآن ؟!
أخذ يعيد الضغط على العامود المعدني عدة مرات في ذعر شديد
مع يقينه بعدم جدوى ذلك .. العرق الغزير يغمر جسده على الرغم من برودة المكان .. وأنفاسه تتلاحق بسرعة كبيرة .. وبنظرة سريعة إلى الرجل الذي يقترب منه وعلى الرغم من خلو وجهه من الملامح ، إلا أن يوسف شعر به يبتسم في ظفر
لقد كان الشيطان واثقاً من بلوغ هدفه
….
فحاول أن يوقف تقدم العنكبوت بكفيه وهو يصرخ في هستيريا
لم ينجح في ذلك .. مازال يشعر بملمس تلك الأرجل تارة في الجزء الأمامي وتارة في الجزء الخلفي .. فلم يعد لديه من خيار سوى أن يتجرد من بنطال الرياضة الذي يرتديه كي لا يترك فرصة للعنكبوت بالتعلق به
…..
أفعى سوداء !!
أجل هذا ما يراه ياسر أمامه الآن ويعجز عن تحريك أي جزء من جسده ليحمي نفسه !
ترقرقت دموع الذعر والقهر في عينيه وهو يصرخ داخل عقله في صمت : لا … مستحيل ! هذا وهم .. وهم خبيث !!
خيل إليه أنه يسمع صوت الأفعى يخاطب عقله بكلمات ممزوجة بالفحيح وهي تصل إلى قدميه : لست واهماً أيها الإنسي إنها الحقيقة
ولكن لماذا؟! لماذا؟!
بدأت الأفعى في الالتفاف حول ساقيه .. والصعود إلى أعلى بطريقتها اللولبية المشهورة
لأنك وصديقك الإنسي تحديتما قوتنا .. وتصران على البقاء هنا على الرغم من كل التحذيرات التي أعطيناكما إياها
ضاعف هذا التصريح من ذعرها فبدأت الدخول فيما يشبه الهستيريا
صدرها يعلو ويهبط بشكل مخيف ! وعيناها تدوران داخل محجريها بحثاً عن غريمتها !
هل ظننت حقاً أن بإمكانك تحدي عالم الجن ؟
إذن دعيني أؤكد لك أنك مخطئة بشدة !
وبسبب حماقتك هذه سوف تموتين !
صرخت نهى في أعماقها
لا !! لا !! مستحيل ! هذا كابوس ! كابوس فظيع !!
بدأ الضغط على صدرها في تزايد
ومعه تزايد المجهود المطلوب منها للتنفس !
العرق الغزير يغمر وجهها وأجزاء من جسدها المشلول .. عيناها متسعتان لآخر حد .. ونوبة هستيريا الذعر بلغت أقصى مدى لها !
ومن وسط عذابها سمعت صوت الشيطانة الشامت : لن أسمح لأية أنثى أن تأخذ مني عشيقي .. إنه لي وحدي .. هل تفهمين ؟ لي وحدي !
أدركت نهى لحظتها كم كانت مخطئة عندما قررت تحدي هذه الأنثى من الجن .. بل كانت مخطئة عندما قررت تعميق علاقتها
مع يوسف منذ البداية !
الظلام والهدوء يخيمان على الشقة بأكملها
لقد نام جميع أفراد عائلته بلا شك ..أجل هذا هو الوضع
تقلب يوسف في فراشه وقد جافاه النوم .. في الواقع .. هو يشعر بعطش شديد
نهض في تثاقل ، وخرج بهدوء إلى الصالة قاصداً المطبخ .. الإضاءة الخافتة بالكاد تسمح له برؤية طريقه وسط قطع الأثاث و …
فجأة اختل توازنه عندما ارتطمت قدمه بشيء ما على الأرض .. فتمسك بأقرب قطعة أثاث إليه ليمنع سقوط كامل جسمه على الأرض ! وندت منه آهة ألم قصيرة
آه اللعنة .. مالذي يمكن أن …..
بتر عبارته دفعة واحدة فور أن وقع بصره على الشيء الذي تعثر به
إنها ساق لجسد بشري ممدد على الأرض بلا حراك !
وليس أي جسد
إنه جسد والدته ! … شيء ما تركها على هذه الحال .. ممددة عل ظهرها .. عيناها مغلقتان .. والدماء تملأ وجهها !!
الكثير من الأحداث تحملها هذه الرواية ولن أطيل في سرد الكثير حتى تتمكنوا من قراءتها والتمتع بأحداثها المثيرة جداً
بين ترقب وتشويق وحبس للأنفاس مع كل موقف !!
أترككم في رعاية الله