زفرة

زفرة ليتها  لم تخرج

ليتها  ظلت حبيسة الأضلُعِ

ليتها ضلت طريقها

في عُتمة الليل الطويل

من سيُهدهِدُها

من سيُهدئُ من روعِها

السفرُ بعيد

والزادُ قليل

والمكانُ مُوحِش

لا أنيس ولا خليل

قلب ينزف

عندما تغفُو أحلامُنا على شفير قبرٍ وتنُوح

وتتضاءل أما نينا وتبُوح

وشُقوقٌ مُرقَعةٌ ملئ بالجُرُوح

وجدرانٌ مُبطنة بالهموم

وقلبٌ ينزِف من هولِ ما جرى ، والدمُ تجمد في العروق

ونفسٌ شريفةٌ تأبى الهوان أو الخُنُوع

تنظُرُ إلى مستقبلٍ بعِيدٍ ومجهُول

بذرةٌ صالحةٌ

فاكتُب لها ياربِ السعادة والحُبُور

رحلت وتركتني وحيدة

اليوم وكل يوم أبحث عن صورتك التي غيبها النسيان

في وجوه المهنئين يوم العيد أفتش عن بقايا ملامحك

فلا أجد سوى الذكرى لنفس حنونة كنت أرتمي في حضنها

ورأس كنت ألثمه ويد كريمة كنت أقبلها

رحلت وتركتني في يوم العيد وحيدة

رحمك الله حيا وميتا

دعوة

أرجوك ياقمر لا تنشر الخبر

فالدمع منهمر ، والهمُ منفرج .

هاهو البدر ينتابه  الكدر  ، اغتاله الضجر ، سلوانه الصبر .

أحاطت بي النجوم في حذر .

يسألنني المكنون لا مفر .

وهمومٌ وظنونٌ لازمتني كموجٍ هائج في بحر .

أطلقتُها .. كان المطرُ غزيراً والوقتُ سَحَر.

أطلقتُها .. وكلُ شيءٍ حولي  يدعُو للخطر .

طَرَقَتْ جميع الأبواب تُريدُ إيواءً ومبيتاً وسكينة

فقد أعياها السهر .

غُلِقت دونها السُبل إلا باب ربٍ كريم ، باب مليكٍ

مقتدر .

إنها دعوةٌ في ظهر الغيب أطلقتُها وقت السَحر .

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏”‏ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو  لأخيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ ‏”‏ ‏.‏

محبرة وقلم

لنْ أدعَهُ يُفلتْ من قبضتِي هذِه المرة ، فقد هجرتُه طويلاً ، وآثارُ الجفاءِ باديةً

على مُحياه .

أَمَا وقد طَرقَ الباب فقد عاوده الحنينُ بلا شك ، فهو مازال مُشرَئِباً ينظُرُ إلى العُلُو

إلى القمة .

تَعثرَ فأخْطَأَ وأخْفَق .

فنَهضَ يُقاوِمُ بضراوةٍ ليُحققَ الأملَ المنشُود .

ليُعِيدَ الحُلُمَ المنقُوش َعلى صدرِهِ مُنذُ الصِغر .

لا حَياة مع اليأس مــــــــــــادام في الرُوحِ رَمَق ، وفي النفسِ عَزمٌ وإصرَارٌ وهدف .

هذه الحكمةُ قالَهَا حبرُهُ المسكُوبُ بين الورق .