إن الشتاء قد حضر وبدأت تستعد له الأسر في شراء مستلزمات هذا الفصل الثقيل على بعض الناس
لأن دخوله يعني الكثير من الشراء للملابس الشتوية والبطانيات
و تفقد المدافئ والسخانات وإصلاح ما عطب من المكيفات
والبعض يكون طيلة هذا الشهر متأزماً بسبب مرض أطفاله المتكرر في هذا الشهر بالتحديد
الكل يعلن الطوارئ
وأعرف من الناس من يقل خروجه من المنزل في هذا الفصل يعني المزيد من شل الحركة
الكل على أهبة الإستعداد لفصل شتاء قارص هذا العام لكن وقفة :
أليس الشتاء هو ربيع المؤمن
ما بال الأُسر لا تغرس هذا الشيء في أبنائها ؟
كل شيء قد يكون شاقاً في هذا الفصل لكن بلا شك فالأجر لا يضيع عند الله
ومجاهدة النفس على صيام نهاره القصير وقيام ليله الطويل يؤجر عليه العبد
أيضاً في تلمس حاجة الضعفاء والمساكين الذين لا يجدون كسرة خبز ولا مذقة
لبن وتعويد الأبناء على مد يد العون لهؤلاء
عندما تتلمس كل أسرة الدفء في منزلها فلتعلم أن المئات بل الألوف قد أُجلو من
ديارهم وباتوا في العراء وبلا غطاء
إذا اجتمعت الأسرة لتناول الطعام في هذا الجو البارد وتلذذوا بالأطعمة والأشربة فلتعلم أن غيرها الكثير ما توا جوعاً
همسة :
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهد أصحابه و كتب لهم بالوصية:
“إن الشتاء قد حضر، فتأهبوا له أهبته من الصوف و الخفاف و الجوارب، و اتخذوا الصوف شعارا و دثارا، فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه”