رواية طويلة جداً تعدت خمسمائة صفحة كان المفترض أن تختصر لأقل من ذلك لكثرة التكرار فيها والتفاصيل التي لا داعي لذكرها من وجهة نظري
ولعل عنوانها أعطى صورة مسبقة عنها .. لكن ما استوقفني هو الكلام المُطلق عن القبائل وأبناؤهم .. أعطت القارئ شيئاً من الكره لتلك القبائل المعروفة
.. وكأنها السبب في إقصاء كل مجهول نسب أو كما أسماه الكاتب ( لقيط )
أيضاً الكلام العام عن دار الرعاية أججت الكره لمنسوبيها باعتبارهم غير مؤهلين ويعاملون الأطفال حسب مزاجهم !
الحنق والغضب الذي صبه الكاتب على المجتمع سببه
أن الله قدر على هذه الفئة
ما هم فيه من معاناة وألم ، وعندما يُرفض الإنسان الذي طلب الزواج من قبيلة ما فمن حقهم اختيار من يرونه مناسباً ، ومعروف بأن أول سؤال يسأل عنه الخاطب من أين أنت ؟ من هي عائلتك بغض النظر عن الخاطب أكان ينتسب لقبيلة أو لا !
هذه مُسلمات لا يمكن أن تجد أحداً يتنازل عنها .
تربى الناس عليها ، بعض العادات والتقاليد تؤخذ بعين الاعتبار .
وبعيداً عن المثالية .. لابد من تقبل هذه الأمور .
ومن ثم ليس كل القبائل تفزع لأبنائها ، بل البعض يشق طريقة بنفسه بعيداً عما أسماه الكاتب المحسوبية والواسطة .
لاحظت بأن هناك بتر للرواية وحشو في الفصول الأخيرة ، تمنيت يكون فيه نظرة شمولية لهؤلاء اللقطاء في العالم العربي عموماً .
لا أريد أن أقرأ جزءاً آخر لهذه الرواية لأن الكاتب ألمح لشيء من هذا في النهاية .
النظرة التفاؤلية لابد منها حتى في أحلك الظروف
وأشيد ختاماً بجرأة الكاتب على تسليط الضوء على هذه الفئة ، لكن ليس كل ما يُكتب يُنشر ، هناك مذكرات تبقى محفوظة لا يُطلع عليها وإن كان الكاتب مر بها ، أشبه بالفضفضة ، أنصح بتنقيح الرواية مرة أخرى وحذف المكرر منها ، والفصول الأخيرة خاصة .. والأخذ بعين الاعتبار لمن يقرأها من مجهول النسب .
الرواية تقع في 527 صفحة
من القطع المتوسط
من إصدارات دار مدارك الطبعة التاسعة 2014م