الله لا يردك

بسم الله الرحمن الرحيم
layrddak1
( الله لا يردك ) هذه الكلمة فُتحت لها أبوابُ السماء فلمْ يرجِع سعد مرةً أُخرَى إلى البيتِ ، بعد أن دعا عليهِ والدُه ،فارتطمتْ سيارتُه بعمودِ الإنارةِ ، ليبقَى أياماً معدُوداتٍ في
المشفى ، ثم ليلفِظ أنفاسَهُ الأخيرة مُودعاً هذه الدنيا ، بل الحياة
بحلوها ومرها .

fasiiiil

في ساعة غضب حضر فيها الشيطان يطلقُ الكثير من
الوالدين بدعواتهم على الأبناء صغاراً كانوا أوكباراً ،
ألا ما أقساهم حين يدعون على أبنائهم ، فيكونون عوناً
للشيطان عليهم، وحين يهلكونهم بدعائهم ، حين يستخدم
هذا السلاح الفعال وهو الدعاء في إفسادهم
، ( جاء رجلٌ إلى عبدالله بن المبارك ، فشكا إليه بعض ولده ، فقال
له عبدالله بن المبارك : هل دعوت عليه ؟قال : نعم ، قال : أنت
أفسدته ) .

ومما لاشك فيه أن المربي الناصح هو من يستعين بهذا الدعاء في
تربية أبناءه ، فيدعو لهم بالصلاح ، ويدعو لهم بخيري الدنيا
والآخرة .

fasiiiil1


ونحن نعلم أن للوالدين دعوة لا ترد ، وفي ذلك يقول الرسول صلى
الله عليه وسلم : ( ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد ، والمسافر ، والمظلوم )
و يأتي هذا الحديث الشريف يحذر الآباء والأمهات من الدعاء على
الأبناء ، حتى لا يوافق من الله ساعة يُسأل فيها عطاءً ؛ فيُستجابُ
لهم ، فيهلك الأبناء ، ويحل ُ بهم البلاء ، ويزدادون عقوقا ًإلى عقوقهم وفساداً إلى فسادهم .
فإن كان دعاؤنا لايصلح لهم حالا ، بل يزيدهم سوءاً ووبالاً ،
أليس الأجدر بنا أن ندعو لهم لا عليهم ، وأن نسأل الله لهم صلاح
الأحوال ، فنكسب بذلك برهم وصلاحهم ، ونسلم من شرهم وعقوقهم ؟
وفي هذا الصدد أذكر لكم قصتين فيهما العظة والعبرة للكثيرين :
fasiiiil2

 

القصة الأولى :
تقول هذه المرأة المكلومة :عزمنا على السفر إلى مدينة الرياض
وعند ركوب السيارة جرى خلاف بينها وبين أحد أبنائها حول لبس الشماغ حيث طلبت منه منه إحضاره فرفض فكانت المشادة
بينهما وانتهت بدعائها عليه بقولها : ( إذهب لا ردك الله ) تقول هذه الأم الحزينة وسافرنا إلى الرياض وكانت المصيبة في أحد الشوارع في الرياض حيث كنت أسير معه فإذا بسياره تتجه نحوه وتصدمه ، فيسقط يصارع الموت ولم يلبث سوى ساعات
ثم يموت ، وأعود إلى بلدي بعد هذا السفر بدونه ، هكذا كانت
النهاية الأليمة أجاب الله دعاءها وذهب ابنها
.
fasiiiil3

وصورة أخرى للدعاء في هذه القصة تذكر إحدى الأمهات أنه في
أحد الأيام ، وقبل أذان المغرب بقليل أراد أحد أبنائها السفر فحاولت أن يؤجله إلى الغد ليكون سفره نهاراً ، ولكن الولد أصر
على السفر ، وبالفعل سافر ، تقول والدته : لقد قلقت عليه أشد القلق
، فما كان مني إلا أن فزعت إلى الصلاة وذلك في الساعة الثامنة
مساءاً ، وتضرعت إلى الله وسألته أن يحفظ ابني ، وقدمت مبلغاً
يسيراً صدقة لوجه الله ، وما هي إلا ساعات ، ويتصل ابني بالهاتف يطمئنني على وصوله سالماً ، وقال لي : هل دعوت الله
لي ؟ فسألته : لماذا تسأل ؟
قال :في الساعة الثامنة تقريباً، وبينما أنا أسير بسيارتي مسرعاً ، وإذ بي
أرى زجاج السيارة الأمامي ، وقد أصبح عليه ظل أسود جعلني لا أرى
أمامي فأصابني الخوف فحاولت إيقاف السيارة وإذا بها واقفة فوضعت رأسي على مقود السيارة لحظات ، ولما رفعت رأسي إذ بالذي كان أمامي
قد ذهب ، ويبدو لي والله أعلم أنه كان جملاً وبعد هذا الموقف سارت السيارة ، ولم أصب بأذى ولله الحمد ، وما كان ذلك إلا بفضل الله ثم
بفضل وبركة دعاء والدته .
ولنقارن بين هاتين الحادثتين والفرق بين الدعاء بالخير والدعاء بالشر .

layrddak2

أسأل الله عز وجل أن يصلح لنا ولكم الأبناء ، وأن يوفقنا إلى حسن تربيتهم ،

وأن يقر أعيننا بهم ، وأن يجعلهم عوناً لنا في الدنيا ، وذخراً لنا في الآخرة ، وأن يجعلهم من العمل الصالح

الذي لا ينقطع .


كيد امرأة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 


ذلك الملاك الطاهر الذي عندما تنظر في وجهه لربما أحسست
أن البراءة والجمال يختبئان وراء تلك الصورة البهية .
ومع هذا فذلك الجنس الناعم الذي هو سكن الرجل ونواة
الحب وشراكةٌ تمتد مدى العمر قد يُفسِدُها كيدُ تلك المرأة
وقلبٌ امتلئ حقداً وجوراً .
لتُخرجَ عجوزاً طاعنةً في السنِ من بيتِ ابنها إلى دارِ المسنين
،أو تكيلَ لأخواتِ زوجِها فتزرعُ المشاكِلَ بينهم فيُحرمُون
من رُؤيته الدَهر كُلَه .
أو تمنعُ زوجَها من عملِ الخير ، وتعينُهُ على القطِيعةِ .
ولقد قَرأتُ قصةً عن كيدِ امرأة وإن كانت قصة
عابرة فقلتُ سُبحان الله بيدِها أن تختَلِق قِصَصاً وتُجاري
نفسَها من أجلِ الوصولِ لهدفٍ قد يكونُ فيه دمارُها ومعصيةٌ لربِها .

 

 

وإليكم القصة :

 

 

 

في إحدى مقصورات القطار المتجه جنوباً ، في إحدى الولايات الأمريكية ، كان الشاب متدثراً بمعطفه ، سارحاً بنظره عبر نافذة القطار يتأمل البراري والقفار التي يطويها القطار طياً بسرعته الهائلة .
أمام هذا الشاب كانت تجلس امرأة ، أعجبها شكل الشاب ، وملامح وجهه الجميلة ، فحاولت لفت انتباهه إليها ، لكنها لم تفلح ، ابتسمت سعلت ، علقت على المناظر الجميلة المتتابعة أمام نافذة القطار ، تحدثت عن برودة الطقس، فعلت ذلك كله دون جدوى ، ودون أن تنجح في لفت انتباه الشاب وجذبه إليها .
وجن جنونها : ماذا يظن نفسه ؟ ماهذا الإباء تجاه هذه الأنوثة ؟ أية لا مبالاة
هذه؟وقررت الإنتقام منه فصاحت بأعلى صوتها : ابتعد عني … ألا تخجل من نفسك ؟ يا ناس ….. ياعالم ….!
وتوارد المسافرون إلى المقصورة التي لم يكن فيها غير الشاب والمرأة، والأخيرة
ما زالت تصرخ وتصيح : لقد حاول أن يقبلني ، لقد شدني إليه ، حاول أن يعانقني بذراعيه … هذا النذل .. استغل أننا وحيدان في المقصورة …!
ونظر الشاب بهدوء إلى المسافرين الواقفين أمام باب المقصورة المفتوح ، ثم نقل نظره إليها وقال : هل حاولت تقبيلك ؟ قالت : نعم . قال : ومعانقتك ؟ قالت : نعم .
حاولت تطويقي بذراعيك .
التفت الشاب إلى أحد الموظفين وطلب منه أن ينزع عنه معطفه ، واقترب أحدهم
، ونزع عنه معطفه ، فظهر أن ذراعي الشاب مقطوعتان !

 

 

كلمةٌ أخيرة :

 

ومالله بغافلٍ عَما تَعْمَلُون

تربيتنا مرآةٌ لنا

نحن بحاجة لأن نكون قدوة لأبناءنا لأن تربيتنا مرآة
لنا .
فعندما تذهب الأم لزيارة صديقتها فتقول لأطفالها سأذهب
للطبيب ويرونها بكامل زينتها وقد عادت دون أن تحمل معها
أدوية أو مايدل على زيارتها للطبيب !
فيدرك الأطغال أن أمهم تكذب ما أثر ذلك عليهم ؟
وعندما يدق جرس الباب فيقول الأب لإبنه الصغير : قل له غير
موجود!
فكيف للإبن أن يفرق بين الخطأ والصواب إن كان فعلنا يناقض
قولنا .

 

 

 

يقول الدكتور عبدالكريم بكار :

 

(حين يولد الطفل يكون أكثر ما يملكه عبارة عن استعدادات للنمو والإكتمال ومن خلال الصور اليومية التي يشاهدها تتشكل شخصيته وتتراكم خبراته .
ولا يشترط لذلك أن يكون الطفل طرفاً في الأحداث التي ينفعل بها؛
إنه يراقب ويشاهد تفاعل أبويه وإخوته وكل القريبين منه مع بعضهم ومع أحداث الحياة المختلفة ؛ ومن مراقبته لذلك التفاعل
يلتقط الكثير من الصور التي تترك في ذهنيته انطباعات معينة ،
وعن طريق تلك الإنطباعات تأخذ ملامح شخصيته بالتشكل ،
ولايستفيد الذين يتظاهرون أمام الأطفال بالسلوك الحسن شيئاً ذا قيمة من وراء ذلك التصنع ، فالأطفال يدركون ما وراء المظاهر كما يدرك الكبار ، وإن كانوا غير قادرين عل التعبير عما أدركوه.
هذا يعني أن على الأبوين خاصة أن يكونوا صرحاء مع أبناءهم ، وأن يراجعوا معهم الإنطباعات والمفهومات التي تتشكل لديهم عن مختلف جوانب الحياة الإجتماعية.
ولاشيء يفيد في هذا الشأن كالإستقامة الشخصية لأفراد الأسرة ،
فهي وحدها التي تجعل تكَون شخصية الطفل يتم على النحو الصحيح ، وبطريقة آمنة . إذن كما نكون تكون تربيتنا ، وهامش المناورة أمامنا ضيق ) .

ثم لوحت لي بالوداع

تقول محدثتي :

كنتُ أُصغي إليها مُطرِقةً وهي تقول :
صدقيني الزواج همٌ وشقاءٌ ومشاكلٌ لا تُطـــــــــاق
واحمدي الله أنك الآن بلا زواج فأنتِ في نعمةٍ
كبيرة
واستمرت في الحديثِ عن زوجِها الأناني وعنجهيته
واستبداده وإحكامه السيطرة على المنزل وحبهُ للتملُك
ومنعها من الضروريات وحبسها هي وأطفالِها في المنزل .
شعرتُ أنني كرِهتُ مجرد التفكير في هذا الأمر من
كلامها المتواصل كمن يزرع الألغام في مساحةٍ
خضراء جميلة
تمنيتُ أن تصمُت لأني وصلتُ لحالةِ إحباطٍ شديد
واسودت الدنيا في عيني أكثر مما سمعت
وقلتُ : وأي شيءٍ أرجوه بعدما قالته لي عن حياة
زوجية تعيسة من بدايتها
أمعقول أن يُشرع الزواج ويكون هناك من ينصح
بعدمه ؟

ألا يكفي من ذلك أنه سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة
وأتم التسليم والأنبياء من قبله ؟

قال تعالى : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب ) 38 . الرعد

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)
متفق عليه

قطع حبل أفكاري رنين هاتفها المحمول وإذ به زوجها التي كانت تتكلم عنه وتكيلُ له الشتائم
يدعُوها لعشاءٍ في مطعمٍ راقٍ
لملمت حاجياتها ولوحت لي والبسمة تتراقص من شفتيها بالوداع
وكأن هذه الدعوة جاءت لتناقِض جميع ما قالتْ

ماذا تخشى أمثال هؤلاء النسوة ؟
ولماذا ينشرن مثل هذا الكلام لفتيات مُقبلاتٍ على الحياة بتفاؤل وأملٍ كبير
لماذا يتحدثن بتشاؤم وهن يعشن حياةً كريمة مملوءةً بالحب
لماذا المُبالغة ؟

تساؤلات عديدة لم أجد من يرد عليها ؟

يقول الدكتور عبدالكريم بكار : ( إننا حين ننظر في ملامح تكوين كل منهما نجد أن الرجل خلق ليعيش
في جوار المرأة ، كما أن المرأة خُلقت لتعيش في جوار الرجل ؛ إذ إن كل واحد منهما محتاج حاجة شديدة
إلى الآخر ، كما أن كلاً منهما يوفر للآخر من الأنس والأمان والرعاية ما يجعل حياته هانئة وسعيدة )

وفي سياق حديثه بين الدكتور بكار الحكمة من الزواج :

الأول : تحصين النفس من الإنحراف ، وإعفاف العين عن النظر إلى الحرام ، وكلكم يعرف قوله صلى الله

عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة ، فليتزوج ،فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ،

ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه

إن هذه دعوة صريحة إلى الحرص على الزواج وإلى الحرص على التبكير فيه ؛ وأي شيء أجمل من أن

ينجب الإنسان أولاده وهو شاب ، فيستمتع بهم ، ويستمتعون به مدة طويلة من الزمــــــــان – بإذن الله –

كما أن الأبوين الشابين يكونان أقدر على فهم مشاعر أبنائهما واحتياجاتهم وأقدر على تربيتهم وتعليمهم

الثاني : إشباع عاطفة الأبوة والأمومة التي فطر الله تعالى عليها الرجال والنساء ، وهذه من بركات الزواج

إن الأطفال هم بهجة الحياة ، وبهم ينسأ الله في آمال الإنسان، ويمد في نظره للمستقبل ، كما أن الصالحين

منهم يضيفون باستمرار الحسنات إلى رصيد آبائهم وأمهاتهم والذين كانوا السبب في وجودهم وإصلاحهم

إن الله جميل يحب الجمال

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أتعجب من زوجٍ يطلبُ من زوجته أن تتجمل له بينما لا يُكلف نفسه

تعديل هندامه ، أو حف شاربه  ، أو حتى تخليل ما بين أسنانه .

وأتعجب من امرأةٍ تشتري من الملابس والعطور والحُلي ماشاءت

ثم لا يكون لزوجها نصيب من هذا كله بل هو فقط للمُناسبات

والسهرات .

قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميلٌ يُحب الجمال ) رواه مسلم

وقد قال عبد الله ابن عباس- رضي الله عنهما- عندما: (إني أحب أن أتجمل لزوجتي، كما أحب أن تتجمل لي)

فما أحوج الزوجين للتجمل لبعضهما

الجمال مطلوب لحياة زوجية سعيدة تدوم