شخصيتك من خلال ترتيبك

فهو يحتك مع إخوته ويقضي معهم معظم وقته

متحمل للمسئولية منذ الصغر ودائماً ما يُعتمد عليه في كل شيء
وهو أيضاً من أحب الأبناء ومن المقربين للوالدين حتى بعد زواجه أيضاً
يكون أبناءه في المقدمة وينالُون من حفاوةِ أبيهم أو أمهم الشيء الكثير
دائماً مهضوم الحقوق يُطالب بمساواته بأخيه الأكبر ولا يُفلح في
محاولاته رغم أنه يستميت ليحصُل على حق من حقوقه المسلوبة حتى ولو في
لُُعبة ينتزعها من أخيه حتى إذا ما أتى أخ بعده أصبح في وضع لا يحسد عليه
حيث يكون الأوسط
حتى عندما يكبر لا يزالان ينظران إليه كالطفل تماماً
طلباتُه مجابة نوعاً ما وهو يقتسم مع أخيه الأكبر أو أخته المكانة لدى الوالدين
فالحُبُ من نصيب ’خر العنقود كما يقال
لكن ما قد يؤثر في نفسية الطفل الأخير أن البعض قد لا يعتد برأيه لكونه الأصغر
وقد تنشب بين الإخوة والأخوات غيرة شديدة منه والمصيبة إن شاب ذلك شيءٌ
من الحسد

وقد لا يهب الله سبحانه وتعالى للوالدين سوى طفل وحيد أو طفلة فيكون لتنشئة
ذلك الطفل أكبر الأثر على حياته لأنه سيكون تحت نظر والديه وخوفهما عليه
بإستمرار وهذا يُلقي بلا شك بظلاله على حياته
يقول الدكتور مصطفى فهمي صاحب كتاب الصحة النفسية :

إن مركز الطفل الأول في الأسرة يتيح له فرصاً طيبة لكي ينمو ويزيد من قدرته على القيادة ، ربما يجعل نفسه رئيساً لإخوته وأخواته .
وقد كتب ( أدلر) في مناقشته للعلاقات بين الأفراد مانصه : ( هناك فرق أساسي من ناحية
النمو النفسي بين المولود ( الأول ) والمولود ( الثاني ) . فقد لوحظ أن للطفل الأول مركز خاص في الأسرة ، فهو عندما يولد يكون موضع الرعاية والإهتمام لأنه الطفل الوحيد ).
أما مركز الطفل الثاني فهو مركز لا يحسد عليه ، ذلك أننا نلاحظ أن وجود الطفل
الأول في الأسرة يؤثر في الطفل الثاني وخاصة إذا كان الفارق بينهما في السن ملحوظاً
؛ فعندما ينمو الطفل الثاني وبترعرع ويدرك ما حوله لايجد الوالدين من حوله فحسب
، بل يجد في الميدان أخاه الأكبر الي سبقه في الميلاد والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسماً
ووزناً .
وكلما ازداد أدرك الطفل الثاني ، أنه أصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة ، تتضح له من الأمور الآتية :
تعطى له اللعب القديمة بعد أن يكون أخاه قد استلمها جديدة واستعملها ، وتعطى له كذلك
ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح صالحة للإستعمال إلا قليلاً .
والذي يزيد الطين بلة ، ميلاد طفل ثالث في الأسرة ، يصبح موضع رعاية جديدة من الوالدين
، فيقل تبعاً لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه ؛ وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيباً جديداً
بين الأخوة ، يصبح طفلاً أوسط .
إن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه ، إذ أنه يكون مهاجماً من الأمام ( عن طريق الأخ
الأكبر ) ومن الخلف ( عن طريق الأخ الصغير )
أما عن الطفل الأخير في الأسرة ، فإن مركزه تحدده العوامل التالية : نجد أولاً أن هناك
اختلافاً في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات ، وميلاً لإطالة مدة طفولته ،
لأن الوالدين حينئذ يكونان غالباً قد تقدم بهما السن ، وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد
محدود .
وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الأخير يكون موضع رعاية خاصة وتدليل من الوالدين
أو من أحدهما ، وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته ، كما يتهمون الوالدين
بالتراخي في تربية الطفل .
وتذكرنا أمثال هذه الحالات بقصة نبي الله يوسف عليه السلام وما تعرض له من إيذاء
نتيجة لإيثار والديه له بالعطف الزائد .
قال تعالى : ( إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُ إلى أبِينَا مِنَا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ
مُبِينٍ ) يوسف – 8
قال السعدي رحمه الله : ونحن جماعة فكيف يفضلهما علينا بالمحبة والشفقة
ثم بعد ذلك قالوا : ( اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَو اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ …) أي يتفرغ
لكم ، ويُقبِل عليكم بالشفقة والمحبة إلى آخر ما قاله السعدي رحمه الله تعالى .
وقد يكون في الأسرة طفلٌ وحيد ويبدو أن فرص إقامة تكيف إجتماعي بالنسبة لهذا الطفل
محدودة .
إن دراسة سلوك الطفل الوحيد يلقي ضوءاً على مقدار مايفتقر إليه هذا الطفل من خبرات
يكتسبها لو أن له قرناء في نفس الأسرة .
فعن طريق المقارنة يتبين الدور الذي يقوم به التفاعل بين الإخوة والأخوات في تكوين
شخصية الأطفال وفي نموهم . وقد ذكر ( بوسارد ) أربع صعوبات تواجه نمو الطفل
الوحيد فهو يفتقر إلى الآخرين الذين يشاركهم ويلعب معهم كما يكون موضع
عاطفة قوية من جانب الوالدين ، وربما يكون الوالدين من النوع القلق المضطرب
البال ، ويترتب على ذلك أن يصبح الطفل موضع اهتمام زائد ، أو يحاط نموه
الإنفعالي بسياج يحول بينه وبين النمو الطبيعي .
وبسبب ما يواجهه الطفل الوحيد من صعوبات ، ينشأ – غالباً – نشأة لا تساعده على التكيف الإجتماعي ، فنجده عنيداً ، صعباً ، حساساً ، ميالاً إلى العزلة ، متردداً ، كثير الإعتماد على
والديه .

الله لا يردك

المشفى ، ثم ليلفِظ أنفاسَهُ الأخيرة مُودعاً هذه الدنيا ، بل الحياة
بحلوها ومرها .

في ساعة غضب حضر فيها الشيطان يطلقُ الكثير من
الوالدين بدعواتهم على الأبناء صغاراً كانوا أوكباراً ،
ألا ما أقساهم حين يدعون على أبنائهم ، فيكونون عوناً
للشيطان عليهم، وحين يهلكونهم بدعائهم ، حين يستخدم
هذا السلاح الفعال وهو الدعاء في إفسادهم
، ( جاء رجلٌ إلى عبدالله بن المبارك ، فشكا إليه بعض ولده ، فقال
له عبدالله بن المبارك : هل دعوت عليه ؟قال : نعم ، قال : أنت
أفسدته ) .
ومما لاشك فيه أن المربي الناصح هو من يستعين بهذا الدعاء في
تربية أبناءه ، فيدعو لهم بالصلاح ، ويدعو لهم بخيري الدنيا
والآخرة .
ونحن نعلم أن للوالدين دعوة لا ترد ، وفي ذلك يقول الرسول صلى
الله عليه وسلم : ( ثلاثة تستجاب دعوتهم : الوالد ، والمسافر ، والمظلوم )
و يأتي هذا الحديث الشريف يحذر الآباء والأمهات من الدعاء على
الأبناء ، حتى لا يوافق من الله ساعة يُسأل فيها عطاءً ؛ فيُستجابُ
لهم ، فيهلك الأبناء ، ويحل ُ بهم البلاء ، ويزدادون عقوقا ًإلى عقوقهم وفساداً إلى فسادهم .
أليس الأجدر بنا أن ندعو لهم لا عليهم ، وأن نسأل الله لهم صلاح
الأحوال ، فنكسب بذلك برهم وصلاحهم ، ونسلم من شرهم وعقوقهم ؟
وفي هذا الصدد أذكر لكم قصتين فيهما العظة والعبرة للكثيرين :

وعند ركوب السيارة جرى خلاف بينها وبين أحد أبنائها حول لبس الشماغ حيث طلبت منه منه إحضاره فرفض فكانت المشادة
بينهما وانتهت بدعائها عليه بقولها : ( إذهب لا ردك الله ) تقول هذه الأم الحزينة وسافرنا إلى الرياض وكانت المصيبة في أحد الشوارع في الرياض حيث كنت أسير معه فإذا بسياره تتجه نحوه وتصدمه ، فيسقط يصارع الموت ولم يلبث سوى ساعات
ثم يموت ، وأعود إلى بلدي بعد هذا السفر بدونه ، هكذا كانت
النهاية الأليمة أجاب الله دعاءها وذهب ابنها .

وصورة أخرى للدعاء في هذه القصة تذكر إحدى الأمهات أنه في
أحد الأيام ، وقبل أذان المغرب بقليل أراد أحد أبنائها السفر فحاولت أن يؤجله إلى الغد ليكون سفره نهاراً ، ولكن الولد أصر
على السفر ، وبالفعل سافر ، تقول والدته : لقد قلقت عليه أشد القلق
، فما كان مني إلا أن فزعت إلى الصلاة وذلك في الساعة الثامنة
مساءاً ، وتضرعت إلى الله وسألته أن يحفظ ابني ، وقدمت مبلغاً
يسيراً صدقة لوجه الله ، وما هي إلا ساعات ، ويتصل ابني بالهاتف يطمئنني على وصوله سالماً ، وقال لي : هل دعوت الله
لي ؟ فسألته : لماذا تسأل ؟
قال :في الساعة الثامنة تقريباً، وبينما أنا أسير بسيارتي مسرعاً ، وإذ بي
أرى زجاج السيارة الأمامي ، وقد أصبح عليه ظل أسود جعلني لا أرى
أمامي فأصابني الخوف فحاولت إيقاف السيارة وإذا بها واقفة فوضعت رأسي على مقود السيارة لحظات ، ولما رفعت رأسي إذ بالذي كان أمامي
قد ذهب ، ويبدو لي والله أعلم أنه كان جملاً وبعد هذا الموقف سارت السيارة ، ولم أصب بأذى ولله الحمد ، وما كان ذلك إلا بفضل الله ثم
بفضل وبركة دعاء والدته .
ولنقارن بين هاتين الحادثتين والفرق بين الدعاء بالخير والدعاء بالشر .
أسأل الله عز وجل أن يصلح لنا ولكم الأبناء ، وأن يوفقنا إلى حسن تربيتهم ،
وأن يقر أعيننا بهم ، وأن يجعلهم عوناً لنا في الدنيا ، وذخراً لنا في الآخرة ، وأن يجعلهم من العمل الصالح
الذي لا ينقطع .
كيد امرأة
أن البراءة والجمال يختبئان وراء تلك الصورة البهية .
ومع هذا فذلك الجنس الناعم الذي هو سكن الرجل ونواة
الحب وشراكةٌ تمتد مدى العمر قد يُفسِدُها كيدُ تلك المرأة
وقلبٌ امتلئ حقداً وجوراً .
لتُخرجَ عجوزاً طاعنةً في السنِ من بيتِ ابنها إلى دارِ المسنين
،أو تكيلَ لأخواتِ زوجِها فتزرعُ المشاكِلَ بينهم فيُحرمُون
من رُؤيته الدَهر كُلَه .
أو تمنعُ زوجَها من عملِ الخير ، وتعينُهُ على القطِيعةِ .
ولقد قَرأتُ قصةً عن كيدِ امرأة وإن كانت قصة
عابرة فقلتُ سُبحان الله بيدِها أن تختَلِق قِصَصاً وتُجاري
نفسَها من أجلِ الوصولِ لهدفٍ قد يكونُ فيه دمارُها ومعصيةٌ لربِها .
أمام هذا الشاب كانت تجلس امرأة ، أعجبها شكل الشاب ، وملامح وجهه الجميلة ، فحاولت لفت انتباهه إليها ، لكنها لم تفلح ، ابتسمت سعلت ، علقت على المناظر الجميلة المتتابعة أمام نافذة القطار ، تحدثت عن برودة الطقس، فعلت ذلك كله دون جدوى ، ودون أن تنجح في لفت انتباه الشاب وجذبه إليها .
وجن جنونها : ماذا يظن نفسه ؟ ماهذا الإباء تجاه هذه الأنوثة ؟ أية لا مبالاة
هذه؟وقررت الإنتقام منه فصاحت بأعلى صوتها : ابتعد عني … ألا تخجل من نفسك ؟ يا ناس ….. ياعالم ….!
وتوارد المسافرون إلى المقصورة التي لم يكن فيها غير الشاب والمرأة، والأخيرة
ما زالت تصرخ وتصيح : لقد حاول أن يقبلني ، لقد شدني إليه ، حاول أن يعانقني بذراعيه … هذا النذل .. استغل أننا وحيدان في المقصورة …!
ونظر الشاب بهدوء إلى المسافرين الواقفين أمام باب المقصورة المفتوح ، ثم نقل نظره إليها وقال : هل حاولت تقبيلك ؟ قالت : نعم . قال : ومعانقتك ؟ قالت : نعم .
حاولت تطويقي بذراعيك .
التفت الشاب إلى أحد الموظفين وطلب منه أن ينزع عنه معطفه ، واقترب أحدهم
، ونزع عنه معطفه ، فظهر أن ذراعي الشاب مقطوعتان !
تربيتنا مرآةٌ لنا
لنا .
فعندما تذهب الأم لزيارة صديقتها فتقول لأطفالها سأذهب
للطبيب ويرونها بكامل زينتها وقد عادت دون أن تحمل معها
أدوية أو مايدل على زيارتها للطبيب !
فيدرك الأطغال أن أمهم تكذب ما أثر ذلك عليهم ؟
وعندما يدق جرس الباب فيقول الأب لإبنه الصغير : قل له غير
موجود!
فكيف للإبن أن يفرق بين الخطأ والصواب إن كان فعلنا يناقض
قولنا .
ولا يشترط لذلك أن يكون الطفل طرفاً في الأحداث التي ينفعل بها؛
إنه يراقب ويشاهد تفاعل أبويه وإخوته وكل القريبين منه مع بعضهم ومع أحداث الحياة المختلفة ؛ ومن مراقبته لذلك التفاعل
يلتقط الكثير من الصور التي تترك في ذهنيته انطباعات معينة ،
وعن طريق تلك الإنطباعات تأخذ ملامح شخصيته بالتشكل ،
ولايستفيد الذين يتظاهرون أمام الأطفال بالسلوك الحسن شيئاً ذا قيمة من وراء ذلك التصنع ، فالأطفال يدركون ما وراء المظاهر كما يدرك الكبار ، وإن كانوا غير قادرين عل التعبير عما أدركوه.
هذا يعني أن على الأبوين خاصة أن يكونوا صرحاء مع أبناءهم ، وأن يراجعوا معهم الإنطباعات والمفهومات التي تتشكل لديهم عن مختلف جوانب الحياة الإجتماعية.
ولاشيء يفيد في هذا الشأن كالإستقامة الشخصية لأفراد الأسرة ،
فهي وحدها التي تجعل تكَون شخصية الطفل يتم على النحو الصحيح ، وبطريقة آمنة . إذن كما نكون تكون تربيتنا ، وهامش المناورة أمامنا ضيق ) .