خراف هايدي

لك الحق كاملاً في أن تبث أشواقك .. ولا تخفي ابتهاجك 

فأنت في ربوع جبال الألب ، وبيت هايدي تحديداً 

الطبيعة الساحرة .. والهواء النقي 

فلا تفكر أرجوك أن تكتب لي : اشتقت إليك !

لا تقلها مجاملة ، فأنا أعرف بأنك تحاول تمضية الوقت 

في انتظار مشروب ، أو انقضاء ساعة عشاء !

لماذا لم تقلها لي قبل سفرك ؟

لماذا تبث مشاعرك حين تكون في مزاج جيد ورائع ، بينما

تنفث الدخان في وجهي حين ألتقيك ؟

لماذا لم تأخذني معك ؟

والآن تريدني أن أبث لك أشواقي ولهفتي وعدم تحملي فراقك !

على العكس يا عزيزي .. فهذه الساعات التي أقضيها بين أهلي

ثمينة ولن أفوتها علي ، ولتحتضن خراف هايدي للأبد !

أفتقدك 


أفتقدك وليس لي حق السؤال عنك !

شعور مؤلم أن تبحث عن سراب ، 

يا بعيد أنت قريب مني ، يا قريب أنت 

أبعد إنسان عني !

لا يحق لي أن أبعث أشواقي لأنك ميت في ذاكرتي ، لكن قلبي يذكرك بخير .

كم هي الأيام طويلة ، والليالي حزينة حين

أذكرك ولا أجدك إلا في كتاباتي .

يجمعنا الحرف ، ويفرقنا الركض لمصالحنا ،

حتى إذا قررنا التوقف ، لا نجد من يسلينا

في وحدتنا .

العزلة هي الأسلم ، لكن قلوبنا تشكو البرد ،

وتلتمس الدفء ممن كان في الأمس هو مصدر

أمانها .

هل يُمكن لصدر حنون أن يخون ؟

تعقد لساني الدهشة مما كُنتُ أقرأه لك ،

هل كان مجرد حبر مسكوب على ورق ؟

المشاعر الصادقة لا ترتدي ثياب كذب ،

وعلى الكرسي شبح انتظار ، يلوح للقادم

والمغادر ، حتى إذا أمعنت النظر تجد أنك ذلك

الشبح الذي أرهقته الحياة فجاء ليستريح ،

ويُعاود الكرة في الاختفاء ، كلما التقت عيناه

بعينّْي .

للأماكن وحشة ، ومرور الأعوام سريعاً ، يجعلني أتجرع مرارتها بصمت وحدي .

لا شيء يسلو عنك حين تفقد قلب يحبك 

ولا ندم على الماضي ، ففي القادم أجمل منه

حرر في يوم الأثنين ٢٣محرم ١٤٣٨

الموافق : ٢٤ أكتوبر ٢٠١٦ م

وحشتيني 

ماذا علي أن أفعل الآن ؟

أقف كالمشدوهة والتي لم تصدق الخبر بعد !

كجمر متقد يعلوه الرماد ، يراه البعيد لا شيء ، بينما

لو حركه بيده للسعته النار .

أحمل قلبي بيدي ، وشوق فاض بي ، 

لكن وباختياري أوقفت مشاعري ودفنتها 

لا لاستنزافها من جديد ..

بحثت لسنتين ، دعوت الله أن يعود كل شيء

، وبعد أن أستجيب لي ، خررت كالصريعة

تنازع الموت .

لا أريد أن أعود للدائرة المفرغة نفسها ،

لقاء ثم رحيل .. ثم انتظار مميت .

هل اشتقت أم اعتدت ؟

هل جافى عينك الكرى وأنت تفكر ؟

هل فكرت فعلاً بالعواقب ؟!

لقد كرهت هذه الطريقة 

وبوسعي أن أنسى ، كي لا أُتعِب قلبي 

من جديد .

لم أعد موجودة في الذاكرة ،

ولم تَعُد صدقني .

كل ما عليك الآن هو أن تنسى  

وتُكمِل حياتك المبعثرة كما هي .